نبأ-شوق منصور-نابلس:
على بعد 14 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تقع قرية النصارية كما يطلق عليها، وهي التي تقع على الحافة الغربية لغور الأردن وتتميز النصارية بطبيعة خلابة من بساتين وينابيع.
وتمتاز النصارية بأنها من أكثر المناطق الخصبة في مدينة نابلس، وتحتل حسب التصنيف المكاني مكانةً عالية القيمة الزراعية، أي يمنع البناء عليها، ولكن ما تشهده اليوم منطقة النصارية هو تحولها إلى مناطق سياحية وترفيهية، من خلال بناء الفلل والشاليهات السياحية، على الأراضي الزراعية.
في هذه الإطار يقول رئيس مجلس النصارية سلمان: لقد كانت منطقة النصارية منطقة زراعية بامتياز، فمناخها مناسب جداً للزراعة، إلا أنه منذ عدة سنوات تحولت هذه الأراضي لفلل وشاليهات في ظل توسع الزحف العمراني على أراضيها.
وأوضح سلمان لنبأ، أن السبب وراء ذلك عدم وجود عائد مادي كبير على أصحاب تلك الأراضي الزراعية في السنوات الأخيرة، نتيجة لتكاليف الزراعة المرتفعة جداً سواء بوصول المياه، أو تكلفة الأدوية، والبلاستيك، وفي الوقت نفسه عدم وجود دعم من وزارة الزراعة لأصحاب هذه الأراضي.
وأضاف أن الزراعة أصبحت غير مجدية بالنسبة لأصحاب الأراضي الزراعية، ما دفعهم للجوء لبيعها-بالرغم من منعه- من أجل بناء الفلل والشاليهات السياحية عليها، وقد وصل أصحاب بعض الأراضي عدة إخطارات من المجلس المحلي ولكن مع ذلك لاتزال عملية البناء مستمرة، وهكذا أصبحت النصارية من منطقة زراعية لمنطقة سياحية كأريحا.
بدوره قال مدير دائرة الزراعة في محافظة نابلس المهندس إبراهيم الحمد: إننا في وزارة الزراعة لا نمانع السياحة وإقامة الأماكن الترفيهية، فالقطاع السياحي من القطاعات المهمة التي تدعم الاقتصادي الفلسطيني، ولكن هذه المشاريع لها أماكن مخصصة، لا أن تكون على حساب الثروة الزراعية.
وأضاف: "أن تتحول المنطقة الزراعية إلى مناطق سياحية أو صناعية فهذا يعتبر اعتداءً على المناطق الزراعية، وخصوصاً أن هذه الشاليهات والسكنية تُبنى دون ترخيص ورقابة.
وبيّن حمد لـ"نبأ" أن هذه المناطق تعتبر سلة غذاء لفلسطين كاملة، وتحويلها لمشاريع سياحية أو سكنية سيقلل المساحة الزراعية، ونلجأ مضطرين للاستيراد من الخارج.
وبحسب حمد فإن مساحة النصارية 15 ألف دونم، وتعتبر جميع أراضيها زراعية حيث كانت نسبة الأراضي الزراعية فيها 13 ألف دونم، وألفي دونم مساحة سكانية، ولكن بعد بناء الفلل والشاليهات على أراضيها فإن 20% من أراضيها أصبحت مناطق سياحية.
ويتوقع حمد أنه بعد عشر سنوات من الآن أن تصبح هذه القرية سياحية وتصبح نسبة الأراضي الزراعية فيها ضئيلة جداً.