رام الله – أنس عدنان – نبأ:
أثار افتتاح مهرجان رام الله للرقص المعاصر 2021، جدلاً في الأوساط الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، نظراً للظروف الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
ومساء الخميس، افتُتح المهرجان تحت شعار "البعيد عنك قريب"، على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، بتنظيم من "سرية رام الله"، ويستمرّ حتّى الــ16 تموز/ يوليو الجاري.
وقال القائمون على مهرجان رام الله للرقص المعاصر هذا العام، إنّ الإنتاجات الفلسطينية تتصدر المهرجان،
ويُقدم في المهرجان، 16 عرضاً لفرق وراقصين وراقصات من فلسطين، بالإضافة لعروض عن بعد من ألمانيا وسويسرا ومصر.
وأوضحت إدارة المهرجان، أن قرار دعم الفرق والراقصين والراقصات من فلسطين، يأتي "كمساهمة في دعم الفنانين المحليين، وينبع من الإيمان بقدراتهم وبأهمية التمكين الاقتصادي لهم، وللتأكيد على أن المهرجان يشكل مساحة للتعبير عن أفكارهم ولخلق مكان للتواصل فيما بينهم".
وعن سبب اختيار الشعار "البعيد عنك قريب"، فقالت سرية رام الله إنّه للتأكيد على أن وباء "كورونا" الذي فرض على البشرية البعد الفيزيائي، قرب الشعوب إنسانياً، ودفعها لخلق وسائل بديلة للتواصل، للتأكيد على أن العلاقات البشرية لا يمكن الاستغناء عنها.
لكنّ نشطاء مواقع التواصل الإجتماعيّ، انتقدوا تنظيم المهرجان، وعبّروا عن استغرابهم واستهجانهم له، ورأوا أنّ هكذا مهرجانات تسيء لنضالات الشعب الفلسطيني، خاصةً وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة في الضفة والقدس، ودماء الغزيين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير لم تجفّ بعد. حسب رأيهم
وفي هذا السياق، علّق الناشط عامر أبوعرفة بسخرية على المهرجان وقال": " يا رب الاحتلال ما يعتبر الرقص المعاصر شكل من أشكال المقاومة يروح لهم معتقلين واحد مقصع ويدخل يحكيلهم تهمتي هزتين وطعجة".
كما سخر وائل مشعل بقوله: " فليحذر الاحتلال ... مهرجان الرقص المعاصر بدأ في رام الله ! لن نرحمكم بعد اليوم".
في حين قال عبدالله داوود: " يقام مهرجان الرقص في رام الله بينما تقام دروس البطولة في بيتا .. في رام الله حفاة عراة ضمائرهم ميتة يرقصون على معاناة أبطالنا في القدس وبيتا في بيتا يواجهون العدو حفاة عراة إلا من الرجولة وحب الوطن.. شبابنا في بيتا يقيمون مهرجانهم على طريقتهم وبإرادتهم فهم من يخطون ويحكمون.. أما المخنثون هناك في رام الله فلا يملكون أمرهم ويأتيهم الأمر ممن يملكون أمر الرقص ويمعيون الرجولة".
من جهتها كتبت منال قزاز: "مهرجان الرقص المعاصر في رام الله ..... لا أعلم لماذا أتذكر مقولة: (الراقصون على جراحنا) وأتذكر مقولة: (ورقصت كالشيطان فوق رفاتي) وأتذكر مقولة دريد لحام: (إشرب كاسك يا وطن) فنحن متميزون دائماً سباقون لكل جديد، وحيث أننا أنهينا نزاعاتنا وانهينا انقسامنا وحررنا أقصانا، وكسبنا جميع قضايانا، وفي الوقت المناسب حيث أفضل الأيام، العشر من ذي الحجه ونحن صائمون والاضحى على الأبواب .... فالنرقص" .
من جانبه علّق أحمد سمارة مُنتقداً تنظيم المهرجان: " بدأت في رام الله مساء الخميس مهرجان للرقص المعاصر ، نعم والله هذا ما يحدث وكأن سلطة رام الله انتهت من تحرير فلسطين وتخلصت من العدو بقتل المعارضين وسجن الآخرين وبدأت الأفراح، الصحيح اللي استحوا ماتوا" .
وقارن "أبو يحيى" بين ما يحدث في الضفة وما يحدث في غزة وكتب: "في غزة بجهزوا طلائع التحرير ويدربوهم ويجهزوهم للتحرير ان شاء الله في الضفة بجهزوا للتحرير بالرقص هذا اعداد السلطة للتحرير".
أمام محمد صايل فشارك رأيه بالمهرجان وقال: " إلى منظمي مهرجان الرقص في رام الله : روى المسعف جهاد حمايل قائلا .. عندما أصيب الفتى محمد نايف حمايل وكانت حالته غير مستقرة كنت معه أنا والدكتور محمد عوادة وكانت إصابته بالصدر والخاصرة اليسرى فقال له الدكتور بعدك صغير يا محمد حتى تصعد الجبل قال محمد للدكتور إحنا في بيتا فش صغار".
يشار إلى أنّ المهرجان انطلق بالسلام الوطني الفلسطيني، وبالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.
وفي أعقاب ذلك تم عرض فيديو جمع العديد من الفنانين والراقصين العرب، عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ودعمهم لحقوقه المشروعة بالتحرر والخلاص من كافة أشكال الهيمنة الاستعمارية والاضطهاد.
وكان من المفترض تنظيم المهرجان كما جرت العادة في شهر نيسان / أبريل، وبسبب الظروف الصحية المرتبطة بانتشار "فيروس كورونا"، ارتأت إدارة المهرجان تأجيله لشهر حزيران/ يونيو الماضي، إلا أن قرار التهجير القسري لأهالي حيي الشيخ جراح وبطن الهوى القدس، وجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، دفع لاتخاذ قرار آخر بتأجيل المهرجان إلى الشهر الجاري.وفقاً لإدارة المهرجان
وينظم المهرجان هذا العام كجزء من احتفالات فلسطين بمدينة بيت لحم عاصمة الثقافة العربية 2021.
وتداول ناشطون وصفحات على فيسبوك تصريحات عشيّة افتتاح مهرجان رام الله للرقص المعاصر، جاء فيها أن وزير الثقافة عاطف أبو سيف قال إن وزارته ستعمل على نشر ثقافة الرقص المعاصر، لأنها أحد أشكال مواجهة الاحتلال، وهو ما نفته الوزارة لاحقًا.
لكنّ وزارة الثقافة نفت أن يكون وزير الثقافة عاطف أبو سيف، قد أصدر أي تصريح بخصوص مهرجان الرقص المعاصر في رام الله.
وقالت الوزارة في بيان إن الوزير أبو سيف كان في ندوة في عكا يوم أمس، ضمن فعاليات ملتقى الرواية العربية الذي تنظمه وزارة الثقافة، وأطلق “جائزة غسان كنفاني للرواية العربية”.