الأغوار الشمالية – أنس عدنان – نبأ:

ستبيت 13 عائلة ليلتها الأولى في العراء، بعدما دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، وذلك للمرة السابعة خلال عام.

وجاء هدم الخربة بعد يوم من زيارة وفد من القناصل وممثلين عن الإتحاد الأوروبي للوقوف على معاناة الأهالي، جراء انتهاكات الاحتلال المتواصلة.

كما أنّ معظم الخيام والبركسات في خربة حمصة، هي مساعدات إنسانية تقدمها مؤسسات في الاتحاد الأوروبي للسكان.

واعتبر معتز بشارات مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس أنّ خربة حمصة الفوقا، "منكوبة"، بعد تدميرها للمرة السابعة، وتشريد سكانها في العراء.

ويرى "بشارات" أنّ ما يحدث في خربة حمصة الفوقا، عملية ضم للأغوار شيئاً فشيئاً.

ويُشير إلى أن الاحتلال يمنع وصول المياه إلى خربة حمصة الفوقا، فيما يتم مصادرة صهاريج المياه التي هي أصلاً غير صالحة للشرب. 

وقال "بشارات" لـ “نبأ" إنّ ضابطاً كبيراً في جيش الاحتلال، فاوض السكان على رحيلهم من خربة حمصة إألى منطقة "عين شبلي"، وهو ما قابله السكان بالرفض القاطع لهذا المقترح، وأبلغوه أنهم لن يغادروا الخربة، مؤكدين صمودهم في أراضيهم رغم كل محاولات اقتلاعهم.

وأحضرت قوات الاحتلال شاحنات لنقل العائلات الى مناطق تصنف (ب)، وصادرت كافة مقتنياتهم.

وأوضح "بشارات" أنّ هناك ما يقارب 180 ألف دونم أصبحت مناطق عسكرية مغلقة في الأغوار الشمالية، بينما أصبحت حوالي 75 ألف دونم في الأغوار محميات طبيعية، ناهيك عن إقامة البؤر الاستيطانية، على حساب هدم منازل المواطنين.

واعتبر أن الدول الخليجية التي أعلنت التطبيع مع الاحتلال زعمت أنّها أوقفت مخطط ضم الأغوار، لكنّ الوقائع على الأرض تُكذّب ذلك، مؤكداً أن الاحتلال يمارس الضم بشكلٍ يومي.

وقال إن الاحتلال بعد عملية الهدم التي نفذها اليوم في الخربة، أوصل رسالة الى المجتمع الدولي والقيادة الفلسطينية انه ماضٍ في عملية الضم للأغوار.

ويسعى الاحتلال الى توسيع رقعة الاستيطان، خاصةً "بكعوت وروعيه"، على حساب انهاء الوجود الفلسطيني من الأغوار الشمالية.

وشارك أحمد الأسعد نائب محافظ طوباس، "بشارات"، اعتبار خربة حمصة الفوقا، بأنّها خربة منكوبة، وقال إن الاحتلال يمارس سياسة قديمة جديدة، محاولاً عبرها إفراغ المواطنين من أرضهم.

وكشف "الأسعد" عن توجّه لنقل نموذج قرية بيتا جنوب نابلس في المقاومة الشعبية إلى خربة حمصة الفوقا، مشيراً إلى أن سيكون هناك زحف خلال لليل للخربة بهدف إسناد أهلها ودعمهم، لافتاً إلى أنّ الاحتلال أعلن الخربة منطقة عسكرية مغلقة لمنع الوصول إليها.

وحمّل "الأسعد" الاحتلال المسؤولية عن تشريد أهالي الخربة، وطالب الإتحاد الأوروبي بالوقوف عند مسؤولياته تجاه ما يجري في حمصة الفوقا.