نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تشكل الإرث التاريخي والحضاري للشعوب

بالصور الحاج أنور زغير يجمع العملات الفلسطينية على مدى 50 عامًا من حول العالم

أنور زغير 3.jpg

نبأ - الخليل- لؤي السعيد

  57 عامًا مرت على ممارسة الحاج أنور زغير لهوايته المفضلة في جمع العملات التاريخية القديمة والطوابع والملصقات التي مرت على فلسطين عبر العصور، يتنقل من مدينة إلى أخرى ويجوب عواصم العالم بحثًا عن قطع جديدة ليضيفها إلى مجموعته الواسعة التي تضم مئات القطع.

الحاج أنور زغير 75 عامًا من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بدأ رحتله في جمع العملات والطوابع منذ عام 1960 حين كان يعمل كسائق حافلة مع وزارة السياحة الأردنية وصادف حينها أحد الركاب الذين تبين أنه عميد كلية الأثار في جامعة "فرانكفورت" في ألمانيا ودار نقاش بينهم عن قطع نقدية كان قد اشتراها السائح الألماني وقال حينها لزغير إنها تمثل استثمار المستقبل رغم أنها عملات لا قيمة مادية لها الآن.

يقول زغير إنه منذ قرابة الـ12 عامًا تحول إلى باحث ومختص في العملات الفلسطينية الورقية والمعدنية ويعمل على اصدار كتاب جامع لهذه العملات، وتضم المجموعة عملات يونانية ورومانية وإسلامية وبيزنطية والعملات العثمانية والفاطمية، والعملة الفلسطينية التي صكها الانتداب الفلسطيني حتى عام 1948.

ويضيف أن هذه العملات التي جمعها على مر السنوات يعرضها في معارض عالمية في استراليا ولندن وباريس وجنوب افريقيا وكافة الجامعات والمدارس الفلسطينية.

ويوضح أنه مؤرخ يقضي جل وقته في قراءة وكتابة المراجع العالمية والعربية للتعرف على تاريخ هذه العملات وتوثيق معلوماتها كافة لتشكل مصدر معلومات شامل وواسع عن تاريخ العملات والملصقات الورقية والقطع النقدية.

جاب زغير أكثر من 75 دولة حول العالم بحثًا عن قطع جديدة وفريدة، وبالنسبة له فإن إيطاليا تشكل المركز الأكبر لتاريخ هذه العملات لما لها من تاريخ قديم في صك العملات، خاصة أن أكثر من 90% من الأثار الموجودة في فلسطيني تعود للحقبة الرومانية.

ويؤكد أن تاريخ العملات النقدية عبر العصور يبين أن أكثر من 75% من هذه العملات صكت في فلسطين، وهذا ما يبرر الصراع الديني والتاريخي على هذه الأرض بات صراعًا أبديًا لغناء فلسطيني بهذا الإرث.

تبرع زغير بمجموعته الفريدية لغرفة تجارة وصناعة الخليل وبلدية الخليل على أن تكون ملكية هذه المجموعة له، لإنشاء متحف مختص بهذه العملات وحمايتها من الأطماع والمخاطر التي تهدد العملة الفلسطينية القديمة والأثار التاريخية.

ويرى أن العملة تشكل الإرث التاريخي لأي شعب من شعوب العالم، ورمز السيادة يأتي من صك العملة، والدولة التي تملك السيادة على الأرض هي الدولة القادرة على صك العملات لهذا فإن فلسطيني على مر العصور كانت دولة ذات سيادة والعملات الموجودة في تلك الفترة أكبر شاهد على ذلك.

تضم مجموعة زغير عملات ورقية نقدية لأكثر من 50 دولة يتراوح عمرها 70 عامًا على الأقل، وبحالة جيدة، سنويًا يسافر زغير حول العالم ليثري مجموعته الفريدة من نوعها.

ويجمع عملاته في ألبومات خاصة يحتفظ ببعضها، ويضع جزء منها في البنوك، ويبتكر طريقة خاصة لحفظ هذه العملات كل على حدى حتى لا تتلف، إضافة إلى عشرات الطوابع البريدية والكتب والترويسات الرسمية التي كانت في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وكانت مختومة باسم فلسطين.

وعن دلالة هذه العملات يقول زغير إنها تدلّ على حضارة الفلسطينيين المنحدرين من الكنعانيين، حتى إن المدن الفلسطينية كانت لكل منها عملة في عهد الرومان وكان هنالك أكثر من 17 مدينة فلسطينية كانت لها عملات خاصة.

أنور زغير 1.jpg
أنور زغير 4.jpg
أنور زغير.jpg
 

 

 

 

 

وكالة الصحافة الوطنية