نابلس-نبأ-شوق منصور:
منذ 22 عاماً يحلم التوأمين الفلسطينين عطاء وخميس الصرفي من سكان مخيم عسكر بمدينة نابلس تحويل طائرة (بيونغ) كانوا قد وجدوها في منطقة طبريا إلى مطعم ليكون المشروع الأول من نوعه.
يقول خميس الصيرفي" لقد وجدنا هذه الطائرة عام 1999، في منطقة قريبة من طبريا، وخطرت الفكرة حينها بتحويلها إلى مطعم، ولكن تم منعنا من ذلك، وبعدة محاولات عدة استطعنا جلبها، ووضعها على مشارف قرية الباذان شمال نابلس في منتزه الصيرفي.
وأضاف الصيرفي" بعد جلبها بثلاثة أشهر وبينما كنا نفكر بفتح هذه المشروع اندلعت انتفاضة الاقصى، وقام الاحتلال بوضع حاجز يفصل نابلس عن طوباس، مما أعاق تنفيذ المشروع.
ويتابع الصيرفي حديثه " لقد قررنا إعادة ترميم هذه الطائرة، وإعادة تأهيل المكان من جديد ليكون المشروع الأول في فلسطين وليس فقط في نابلس، ولكننا قررنا تحويله في البداية إلى كافيه يقدم المشروبات بأنواعها والأراجيل وبعض من الوجبات السريعة، لكن الإشكالية أن المكان يقع بالقرب من مجمع للنفايات، ونحن في مشاورات مع بلدية نابلس لإزالته.
ويعتقد الصيرفي أن يكون هناك إقبالاً كبيراً على المكان، فكثير من الفلسطينيين يحلمون بالصعود إلى الطائرة وهذه فرصة لرؤيتها ولو كانت على الأرض.
وأوضح أنه منذ ذلك الوقت جرى إحداث تغير كبير بالموقع، حيث وضعنا جدران لمنع رؤية محطة النفايات، وأجرينا عدة اصطلاحات بالمنتزة ليصبح جاهزا لاستقبال الزوار.
وأشار إلى التفكير يتجه نحو تسمية المطعم باسم "مطعم الطائرة الفلسطينية الأردنية"، للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني والأردني واحد.
وبحسب الصيرفي فإنه من المتوقع الانتهاء من ترميم الطائرة لتصبح جاهزة لاستقبال الزبائن خلال أقل من شهر أي قبيل العيد.
ويصل طول الطائرة الى 50 مترا، وعرضها 50 مترا مع الجناحين، وتكبر الطائرة الموجودة في اليابان بأكثر من ثلاثة امتار من حيث الابعاد والحجم.
التوأم الصيرفي المعروفان في نابلس، بوجه الشبه الكبير بينهما، حتى انتقائهما للملابس المتشابهة التي يرتديانها، وتواجدهما الدائم مع بعضهما، نفذا عدة مشاريع في مدينة نابلس، كان آخرها مشروعي اعادة تدوير النفايات واستغلالها، والقطار السياحي.
قطاع السياحة في فلسطين تكبد خسائر كبيرة، بفعل ممارسات الاحتلال الذي يتحكم في المعابر والحدود، وينشر الحواجز داخل الأراضي الفلسطينية، ويضعف من قدرات الاستثمار في قطاع السياحة والخدمات الداعمة له، إضافة إلى التوسع الاستيطاني المتسارع، الذي طال الكثير من الأراضي، وتسبب بهدم عدد من المشاريع السياحية وإيقاف العمل بها.
مدير دائرة السياحة في نابلس حسان اشتية، يؤكد أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات المستهدفة من قبل الاحتلال؛ والذي يتأثر بشكل كبير بأية مواجهة في المنطقة، والاحتلال يحرض السياح دائما بعدم دخول مناطق السلطة الوطنية بدعوى أنها غير آمنة، لكن عند وصول الزائر إلى المناطق السياحية يجد عكس ذلك، وينقل صورة إيجابية مغايرة عن التي يسوقها الاحتلال.
ويشيد اشتية بمشروع المطعم الطائرة، الذي يقع قرب الباذان باعتباره معلما سياحيا مهما، مؤكدا أن الفكرة فريدة من نوعها ورائعة وكان المفروض أن تنجز قبل 22 عاما، لكن في اللحظة التي كان التوأم الصيرفي يستعدان لتهيئة الطائرة كمطعم، تغيرت الظروف وتسببت الإجراءات الإسرائيلية بعرقلة تنفيذها.
ويقول "المواطن بشكل عام يبحث عن مكان آمن لقضاء وقت فيه، والاحتلال حاول بكل الطرق من حواجز واجتياحات، حرمان المواطن الفلسطيني من الأمن".
ويضيف اشتية، "سندعم هذه الفكرة عبر الترويج لها كمكان سياحي وإدراجها على الخارطة السياحية وتعميمها على المكاتب السياحية، باعتبارها مكانا مؤهلا وجاهزا لاستقبال السياح، وذلك بمجرد الحصول على التراخيص اللازمة من قبل المستثمر".
وتابع أن وزارة السياحة والآثار أطلقت من مدينة بيت لحم برنامج "جاهزين" لدعم العاملين في المطاعم والفنادق؛ تشجيعا ودعما لصمود القطاع السياحي في محافظات الوطن؛ بعد الخسائر التي لحقت بهذا القطاع بفعل جائحة "كورونا".