القدس –أنس عدنان – نبأ:
"20 سنة وإحنا نناشد يطلعولنا إياه"، بهذه الكلمات بدأت والدة الأسير المريض بالسرطان ياسر ربايعة من بلدة العيزرية شمال شرق القدس المحتلة، حديثها عن نجلها الذي غيّبه الاحتلال في سجونه منذ 20 عاماً، بتهمة مقاومة الاحتلال.
الأسير ياسر ربايعة، أحد الأسرى المرضى، اعتقله جيش الاحتلال عام 2001 وحكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى عشرة أعوام، وخلال وجوده في السجن أصيب بمرض السرطان بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه سلطات السجون بحق الأسرى.
تستذكر والدة ياسر ربايعة، يوم اعتقال نجلها، حيث قالت إن قوة كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت منزل العائلة من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثامنة ليلاً، ونفذ الجنود عمليات تفتيش دقيقة في المنزل، قبل اعتقال "ياسر"، والانسحاب من المنزل.
وأضافت لــ"نبأ"، أن نجلها "ياسر" أصيب بعد سبع سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بسبب الإهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون، أصيب بمرض في الكبد وتم استئصال جزء كبير منه في مستشفى "سوروكا" الاحتلالي، ثم بعد ذلك بثلاث سنوات أصيب بالسرطان في الأمعاء، وأجريت له عملية استئصال في أمعائه بمستشفى "إيشل" في بئر السبع بسبب تفشي المرض بجسده.
ولا تُخفي والدة الأسير ربايعة قلقلها على حياة نجلها في السجون، وتقول إنهم لا يقدمون العلاج اللازم لابنها ولبقية زملائه الأسرى المرضى، ويحاولون قتلهم ببطء.
وفي عام 2017، توفي والد الأسير ياسر ربايعة، دون أن يتمكن من وداعه.
ورغم حالته الصحية السيئة، إلا أنّ والدة الأسير "ربايعة" تقول إنها تستمد منه القوة والصبر.
وتناشد والدة الأسير ربايعة المقاومة الفلسطينية بإدراج الأسرى المرضى والقُدامى في سجون الاحتلال على رأس قائمة الأسرى في أي صفقة تبادل قادمة، مؤكدة أنّ الأمل بالإفراج عن نجلها بعد الله، بالمقاومة.
"نوّار" ابنة الأسير ياسر ربايعة، احتضنت صورة والدها، ولم تتمالك نفسها حينما بدأت بالإجابة على سؤال "نبأ" لها عن مرارة فقد والدها في السجون طيلة هذه السنوات، لتقول ودموعها تنهمر على وجنتيها، إنّها لم تحظ بحنان الأب كباقي الفتيات، حيث لم تتجاوز من عمرها يوم أسره عامًا.
وتؤكد "نوّار" التي تدرس اليوم تخصص الصيدلة في جامعة القدس/أبوديس، ولها شقيق اسمه "محمد" وكان عمره 40 يوماً عند اعتقال والده، أنّ والدتهما قامت في ظلّ غياب الوالد داخل السجون، بدور الأب والأم معاً، مشيرة إلى أنّ العبء الواقع عليها ثقيلاً.
وتشير ابنة الأسير إلى أنّها لم تزر والدها في السجون إلا مراتٍ قليلة، ومنذ جائحة كورونا تحرم العائلة من زيارته بذريعة اجراءات منع تفشي الوباء.
من جهته قال الناشط في مجال شؤون الأسرى محمد عبد ربه إن الأسرى المرضى وهم بالمئات، يواجهون الموت البطيء فيما يسمى مستشفى سجن الرملة، والذي يصفه بأنه "قبر الأحياء".
ويشير عبدربه لـ"نبأ" إلى أن أكثر من 25 أسيراً بأمراض مزمنة يتواجدون في المستشفى الاحتلال بشكل دائم، ولا يتلقون العلاج اللازم، ويعانون إهمالاً طبياً متعمداً، وكان آخرهم الأسير المحرر حسين مسالمة من بيت لحم والذي يتواجد في مستشفى هداسا بالقدس منذ الإفراج عنه قبل 4 شهور من سجون الاحتلال، حيث لا يزال يعاني من تراكمات العلاج الخاطئ داخل السجون.