عين المالح .نبأ. نواف العامر
يشعل الاحتلال الاسرائيلي في كل موقع من الأغوار الفلسطينية فتيل حرب المياه التي تستعر دونما توقف يحاصر فيها الفلسطيني بسياسة التعطيش المبرمجة بينما تصل المياه لأصحاب الأرض بالقطارة لتنفيذ سياسة أعدت مسبقا والإجهاز على رقبة الأرض وخيراتها ومقدراتها.
ودمرت سلطات الاحتلال وفق الناشط الحقوقي ورئيس مجالس عين المالح والمضارب البدوية الاسبق عارف الدراغمة ، خلال السنوات الثلاث الأخيرة أكثر من 150 ألف كيلو متر مربع من أنابيب المياه لمنع إيصال الماء للأراضي البعيدة في الوقت الذي صادر فيه المئٱت من صهاريج المياه الثابتة والمتحركة التي تنتصب قرب التجمعات البدوية لخنق الحياة وجعلها مستحيلة.
ولا يخفي الدراغمة في حديثه ل"نبأ " القلق من المخاطر الناجمة عن تفاصيل هذه الحرب ومخططاتها بعد العام 1967حيث تم تجفيف أكثر من 100 بئر مياه إرتوازي في الأغوار وتجفيف الينابيع عبر شركة ميكوروت الصهيونية بحفر عشرات الٱبار الضخمة بعمق 1500 م بهدف تجفيف المياه السطحية واحتكار المياه وضخ القليل والنزر اليسير لقرى العين البيضاء وكردلة وبردلة وجزء من الأغوار الوسطى لذر الرماد في العيون.
ويعيش الفلسطيني وزراعاته ومواشيه حياة بائسة من التعطيش لقلة المياه ما يعني تصحر الأرض والهجرة منها بينما ينعم المستوطن الغريب بالمياه الوفيرة ويقيم البنى التحتية التي تثبته في أرض قام بسرقتها بدعم من جيش الاحتلال وقوانين عسكرية صدرت بالتوالي لهذه الاغراض . يقول دراغمة.
وكانت ينابيع عين المالح من كبريات ضحايا حرب المياه وهي ينابيع حارة علاجية دوائية كانت تستقطب ٱلاف الفلسطينيين الذين يقصدونها للعلاج والإستجمام ،إلا أن قيام الاحتلال بحفر بئر على عمق ألفي متر في منطقة عين الحلوة أدى لجفاف تلك الينابيع الغنية.
وينفد المستوطنين سياسة حكومتهم العنصرية في الأغوار ويقومون بالإستيلاء على الينابيع المنتشرة ، وسيجوا قبل ثلاثة شهور ينابيع عين السكوت الكبرى ونصبوا بوابات عليها إضافة لترميم ينابيع عين الحلوة وام الجمال وافتتاحها في مواسم أعيادهم قبل أيام ما حرم الفلسطيني من الوصول لها ويقي قطعان الأغنام والابقار والحيلولة دون الاستفادة منها كمياة للإستخدام المنزلي نظرا لوفرتها وتميزها .
ووصف الدراغمة الوضع المائي في الأغوار بوضع يرثى له وضرب مثلا لهذه الحالة في بمنطقة الجفتلك التي تعاني من غياب مصادر المياه وباتت تعتمد على مياه عين الشبلي شرق نابلس والتي تلوثت بسبب المياه العادمة القادمة من أطراف المدينة الشرقية وضواحيها.
ويرى الدراغمة أن الخطط الإسرائيلية المستخدمة في حرب المياه بهدوء ترمي للسيطرة الشاملة على احواض المياه والتجمعات المائية وينابيعها لأن السيطرة على الماء تعني بسط السيطرة كاملة على الأغوار .
ويسحب الاحتلال المياه من منطقة نهر الأردن بشكل جائر وفق الدراغمة دون إلتزام بالاتفاقيات الموقعة وهو ما نجم عنه توتر ، في الوقت الذي يحظر على الفلسطينيين ترميم ٱبار جمع المياه وتدمير البرك المائية كما جرى في خربة الجفتلك وخزوق موسى قبل شهر .
ويمضي الاحتلال في شن حرب المياه لتصحير الأرض وتهجير أصحابها وإبتلاع المزيد من الأرض لصالح بناء المستوطنات وزراعة المعسكرات ومواقع للجيش بذرائع واهية كوقوعها في المناطق المصنفة ج والتي تشغل نحو ثلث أراضي الضفة الغربية .