نبأ-الخليل-لؤي السعيد
تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع حركة الفلسطينيين داخل شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، منذ إغلاقه عام 1990، من خلال نشر الحواجز العسكرية وتوسيع البؤر الاستيطانية لإحكام الإغلاق على قلب مدينة الخليل.
يقع شارع الشهداء وسط مدينة الخليل القديمة، وهو شارع رئيسي يربط ما بين شمال مدينة الخليل وبين جنوبها ويمر على مقربة من الأسواق المركزية في الخليل، ولا يبعد سوى أمتار قليلة عن الحرم الإبراهيمي، تمنع حركة السكان فيه ويسمح بحركة المستوطنين بحراسة جيش الاحتلال.
في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي فجر يوم الجمعة في رمضان عام 1994، التي نفذها المستوطن اليميني المتطرف "باروخ جولدشتاين"، والتي استشهد فيها 29 مواطناً وأصيب أكثر من 150 آخرين، شدد الاحتلال الخناق على المدينة القديمة بما فيها شارع الشهداء خاصة بعد عملية "الدبويا" التي قتل فيها 6 مستوطنين والتي جاءت ردًا على المجزرة.
تضييق الخناق
علاء الحداد 30 عامًا أحد سكان المنطقة، يقول إن الاحتلال يفرض إجراءات مشددة على سكان هذا الشارع ويمنع مرورهم لبيوتهم في أوقات كثيرة، ويصف أن الحياة في هذه المنطقة تحولت إلى كابوس مرعب خاصة أن الاحتلال خلال السنوات الماضية أعدم عشرات الشبان بزعم محاولات تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال المنتشرين على طول الشارع.
ويضيف أن معظم سكان منطقة الشارع هاجروا لصعوبة العيش وإجراءات الاحتلال التنكيلية التي دفعت إلى ترك بيوتهم، فيما بقي عشرات العائلات تسكن في المنطقة والذين رفضوا ترك بيوتهم لأي سبب كان.
محاولات استيلاء على المنازل والمحلات
الستيني عبد الرؤوف المحتسب، أحد سكان المنطقة والذي يملك محلًا تجاريًا مقابل الحرم الإبراهيمي لبيع القطع التراثية، يقول إنه يتعرض لترهيب وتنكيل بشكلٍ يومي من قطعان المستوطنين، في المقابل تلقى عروضًا ضخمة من جمعيات استيطانية لبيع منزله ومحله التجارية وصلت إلى 100 مليون دولار على حد قوله.
ويشير إلى أن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة صعبة جدًا والحركة التجارية فيها شبه معدومة ما دفع أصحاب المحال التجارية من سكان المنطقة إلى إغلاقها الأمر الذي أدى إلى تدهور الحالة الاقتصادية لأصحابها.
أحياء استيطانية جديدة
وزير جيش الاحتلال نفتالي بينت، صادق مطلع العام الماضي على البدء بالتخطيط لبناء حي استيطاني سيضم 70 وحدة استيطانية جديدة، في منطقة الحسبة القديمة وسط شارع الشهداء.
الناشط عارف جابر أحد نشطاء تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان، يقول إن الخطط الاستيطانية الجديدة التي دعت لها جمعيات استيطانية تسعى لتسريع عملية التهويد في المنطقة والتي كان آخرها توسيع معكسر لجيش الاحتلال يتوسط الشارع.
وأضاف أن سلطات الاحتلال تحاول تهويد المنطقة من خلال التوسع الاستيطاني وهدم المباني التاريخية وحصار السكان لإرغامهم على الرحيل، لخلق طرق استيطانية جديدة في محاولة لربط بين المستوطنات الموجودة في قلب الخليل، ومستوطنة "كريات أربع" لخلق كتلة استيطانية مترامية الأطراف.