هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بقتل كل عناصرها إن لم تُخرج المحتجزين لديها من قطاع غزة، طالباً من قيادات الحركة مغادرة القطاع "فوراً".
ونشر ترامب عبر منصته الرسمية، بياناً قال فيه إن على حركة حماس أن "تطلق سراح جميع الرهائن فوراً وتعيد الموتى منهم، وإلا فإن أمرها قد انتهى"، مضيفاً أن إدارته "أرسلت لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة ضد حماس".
ويأتي هذا بعد أن خاضت حركة حماس مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة مع ممثل عن الإدارة الأميركية، وقال مصدر قيادي في الحركة، إن المباحثات المباشرة التي جرت بحضور آدم بوهلر، مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، جاءت مباشرة بعد حديث ترامب قبل أسبوعين، بشأن تقديم حماس بادرة حسن نية بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأميركية.
وعقب دعوة ترامب حماس إلى تقديم بادرة حسن نية، بالمواكبة مع بدء المفاوضات، أطلقت الحركة سراح الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية ساجوي ديكل تشين، ضمن ثلاثة أسرى في الدفعة السادسة من صفقة التبادل التي جاءت من ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكشف القيادي بالحركة أن حماس طرحت خلال المحادثات صفقة شاملة تنتهي بوقف الحرب، مؤكداً أن الأسرى الذين تطالب الولايات المتحدة بإطلاق سراحهم كانوا جنوداً مقاتلين أُسروا من مواقع عسكرية وليسوا مدنيين، ولا كانوا في مواقع مدنية، وتراوح أعدادهم بين 4 و6 أسرى.
وكشف المصدر القيادي بالحركة أن تحرك إدارة ترامب لم يكن الأول من نوعه، لافتاً إلى محاولات لم تكتمل قامت بها إدارة الرئيس السابق جو بايدن قبل الانتخابات الأميركية، بعدما تأكدت من صعوبة التوصل إلى اتفاق في ظل وجود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث سعت وقتها لصفقة جزئية يخرج بموجبها الأسرى الذين يحملون الجنسية الأميركية.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي استمرت 42 يومًا السبت الفائت، ولم يُنتقَل إلى المرحلة الثانية في ظل المماطلة الإسرائيلية ومحاولة حكومة نتنياهو التنصل من الاتفاق. ولم تستأنف الحرب بعد، لكن إسرائيل أوقفت كل المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة، حيث نزح ما يقدر بنحو 1.9 مليون فلسطيني ـ أي ما يعادل 90% من السكان ـ بسبب الحرب، وتلوح المجاعة في الأفق.