نفت دولة قطر، اليوم الأربعاء، الاتهامات الإسرائيلية بأن تكون مساعداتها الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة قد ذهبت إلى حركة حماس، قائلة إن هذه المزاعم "كاذبة تماماً، وهي دليل على أن المتهِمين عازمون على إطالة أمد الحرب".
وقال مكتب الإعلام الدولي في بيان صحافي، إن "هذه الاتهامات مثال آخر على الانحراف المدفوع بالمصلحة الذاتية والحفاظ على الذات في السياسة الإسرائيلية". وجاء البيان بعد تصريحات وجهها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" والتي ربطت المساعدات القطرية بهجوم 7 أكتوبر.
وأضاف البيان أن "دولة قطر مؤيدة قوية للشعب الفلسطيني، وقدمت الدعم الإنساني للأسر في غزة على مدى سنوات عديدة، وقد شملت المساعدات القطرية الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والدواء، بالإضافة إلى توفير الكهرباء لتشغيل المنازل".
وأوضح مكتب الإعلام الدولي في بيانه أنه "من المعروف جيداً داخل إسرائيل ودولياً أن جميع المساعدات المرسلة من قطر إلى غزة تم نقلها بمعرفة ودعم وإشراف كاملين من الإدارات الإسرائيلية الحالية والسابقة ووكالاتها الأمنية، بما في ذلك الشاباك"، مشدداً على أنه لم يتم تسليم أي مساعدات إلى الجناح السياسي أو العسكري لحماس.
ولفت إلى أن آلية تقديم المعونة للأسر شملت تنسيقاً وثيقاً مع منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مع تحويل الأموال إلى برنامج الأغذية العالمي.
وفي وقت لاحق، حولت الأموال مباشرة إلى المستفيدين من خلال البرامج التي وافقت عليها إسرائيل، كما تم تنسيق إدخال الوقود الممول من دولة قطر إلى غزة مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع من خلال معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الوحيد المخصص في إسرائيل لدخول البضائع إلى غزة.
وقال مكتب الإعلام الدولي: "في هذا المنعطف الحرج، يجب على الشاباك والوكالات الأمنية الإسرائيلية الأخرى التركيز على إنقاذ الرهائن المتبقين وإيجاد حل يضمن الأمن الإقليمي على المدى الطويل، بدلاً من اللجوء إلى تكتيك البحث عن كبش فداء مثل قطر.
وأضاف: "على الرغم من هذه الهجمات غير المبررة، ستواصل قطر التوسط نحو السلام؛ بسبب إيمانها بالدبلوماسية باعتبارها السبيل الوحيد للمضي قدماً لمستقبل أفضل لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين". ولعبت قطر التي تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس منذ عام 2012 بطلب أميركي دوراً محورياً في ضمان التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث توسطت بين حماس وإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
ومنذ أن انتهت أول مرحلة من الاتفاق نهاية الأسبوع، بعد ستة أسابيع من الهدوء النسبي الذي تم خلاله مبادلة أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين، وصلت الأطراف المعنية إلى طريق مسدود بشأن استمرار الهدنة، حيث ترفض إسرائيل التفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق الذي سبق أن وقعت عليه، والذي ينص على وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.