أبلغ مسؤول إسرائيلي عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بأن المستوى السياسي وليس والمهني هو من يعرقل استكمال اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وسط مخاوف بين هذه العائلات من احتمالية تجدد الحرب، وعدم انتقال الاتفاق للمرحلة الثانية كما هو موقع برعاية أميركية مصرية قطرية.
وعلى خلفية عدم التقدّم في الصفقة، طلبت عائلات محتجزين التحدّث مع مسؤول في فريق المفاوضات مطّلع على التفاصيل، ومن خلاله حاولت فهم الوضع الحالي للأمور.
ونقلت القناة 12 العبرية، الليلة الماضية، بعض ما جاء في اللقاء، حيث قال أحد أفراد عائلة محتجز للمسؤول: "نحن نرى سلوك الحكومة وقلقون. إصرار الحكومة على العودة للحرب، وتأخير إطلاق سراح الأسرى. حياة أخي على المحك، فلماذا لا تفعلون كل شيء؟ (لإعادتهم)". ورد عليه المسؤول في فريق المفاوضات: "الفريق المهني عارض بشكل قاطع تأخير إطلاق سراح الأسرى، وكان هذا قراراً من المستوى السياسي الذي تم اتخاذه خلافاً للاعتبارات المهنية".
وسأل آخر من أفراد العائلات: "ألا يسمعون (أي المسؤولين الإسرائيليين) في الأخبار عن التعذيب والمعاناة التي يمر بها المختطفون (المحتجزون)؟ يسمعون ويعرفون كل شيء ومع ذلك يؤخّرون مفاوضات المرحلة الثانية حتى بثمن حياة الناس؟".
وأجاب المسؤول: "في المحادثات المغلقة والحساسة التي نجريها، تؤثر أصوات الجمهور على متخذي القرارات، وظروف الأسر التي ينكشف عليها الجمهور، والضغط من الميدان، كل هذه الأمور لها تأثير. من هو مطّلع على المفاوضات يفهم معاني كل خطوة، وكذلك التأثيرات بعيدة المدى على المختطفين إذا عدنا للقتال".
واتهم متحدث آخر المسؤولين الإسرائيليين قائلا "يعرفون ويسمعون كل شيء وما زالوا يرفضون مناقشة إطلاق سراح جميع المختطفين".
وأوضح المسؤول بدوره أن "فريق المفاوضات لم يحصل على تفويض للتعامل مع الفجوات في المرحلة الثانية. هناك قضايا قابلة للحل، لكن طالما لم نتمكن من مناقشة نهاية الحرب واليوم التالي في غزة، لا يمكننا ضمان إطلاق سراح جميع المختطفين".
ونفى المسؤول إمكانية تمديد المرحلة الأولى، رغم أن إسرائيل هي من تطالب بذلك، ما يؤكد مجدداً أنها مراوغة أخرى من قبل رئيس حكومة الاحتلال لعدم إنهاء الحرب على غزة.
وأوضح المسؤول في رده على سؤال أحد الحضور بشأن معنى تمديد المرحلة الأولى أنه "لا يوجد إمكانية لذلك، وإذا لم تتجه إسرائيل إلى مفاوضات المرحلة الثانية وتلتزم بنهاية الحرب، فإن حماس لن تطلق سراح المزيد من المختطفين".
ونقلت القناة عن إحدى العائلات قولها إن "حكومة إسرائيل التزمت بالبدء في الحديث عن المرحلة الثانية في اليوم الـ16، ولكن لم تبدأ حتى الآن نقاشات حقيقية، والحكومة تعرّض أحبائنا للخطر وفعلياً تنتهك الاتفاق".
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمّهم، قولهم إن إسرائيل مستعدة لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لبضعة أيام، تحت ضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدول الوسيطة، في محاولة لاستنفاد المفاوضات مع حماس.
ومع ذلك، أوضحوا أن إسرائيل ستوافق على إجراء المحادثات فقط على أساس ما يصفونه بمقترح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والذي يقوم على إطلاق سراح نصف المحتجزين في دفعة واحدة في اليوم الأول من تنفيذ الخطة، وإطلاق سراح بقية المحتجزين بعد الوصول إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية.