رفضت فصائل فلسطينية، الأربعاء، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نيته الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن عدة فصائل.
ومساء الثلاثاء، قال ترامب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة "التوطين الدائم" لفلسطيني غزة في مناطق أخرى، فيما تلاها بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
حماس: رفض احتلال غزة
قالت حركة "حماس"، في بيانها، إن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي دولة في العالم باحتلال أرضه أو فرض الوصاية عليه.
وعبرت عن إدانتها الشديدة لتصريحات ترامب الأخيرة، واصفة إياها بـ"العدائية للشعب الفلسطيني وقضيته".
وأضافت أن تصريحات ترامب "لن تخدم الاستقرار في المنطقة وستصب النار على الزيت"، داعية الرئيس الأمريكي للتراجع عن تصريحاته "غير المسؤولة والمتناقضة مع القوانين الدولية والحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني".
الجهاد: تصعيد خطير
بدورها، عدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تصريحات ترامب الأخيرة "تصعيدا خطيرا يهدد الأمن القومي العربي والإقليمي خاصة في مصر والأردن".
وقالت الحركة في بيانها، إن الولايات المتحدة تريد أن تضع "مصر والأردن في مواجهة الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وأضافت: "تصريحات ترامب وهو يستقبل الهارب من المحكمة الدولية، بنيامين نتنياهو، وتأكيده على مخطط تهجير أهلنا في قطاع غزة عن أرضهم، ليست سوى نسخة جديدة من وعد بلفور المشؤوم؛ الذي وعد فيه من لا يملك لمن لا يستحق".
وأوضحت أن تصريحات ترامب تدل بما لا يدع مجالا للشك أن "إدارته هي التي تقود حرب الإبادة والتهجير وتوسيع الاحتلال على حساب دول المنطقة وشعوبها".
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني أصبح "أكثر تصميما وإصرارا على مواجهة المؤامرات"، داعية الشعوب العربية والإسلامية لـ"الوقوف في وجه المشروع التآمري الذي يستهدف جميع شعوب المنطقة وينبئ بتهديدات خطيرة قادمة".
الجبهة الشعبية: إعلان حرب
من جانبها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات ترامب، معتبرة إياها "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني".
وقالت في بيانها: "هذه التصريحات محاولة لإعادة إنتاج نكبة جديدة، لن تمر إلا على جثث شعبنا المقاوم والصامد في غزة وكل فلسطين".
وذكرت أن طرح ترامب "يكشف النوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية الجديدة في تصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة التهجير وتوطين اللاجئين".
وتابعت: "غزة ليست للبيع، وأهلها لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948، ولن تُحبط هذه المؤامرات إلا بالمقاومة، كما أُحبطت مشاريع سابقة حاولت اقتلاع شعبنا من أرضه".
وطالبت الجبهة الشعبية بـ"تحويل الموقف العربي الرسمي والشعبي الرافض لمخططات التهجير إلى إجراءات وقرارات وخطوات ملموسة على الأرض ومن بينها استخدام كل مقدرات الأمة كأوراق ضغط على الإدارة الأمريكية".
الرئيس عباس: لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لدعوة ترامب الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال: "لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودا طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "وفا".
وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساته، "وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967".
وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، "ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها".
وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي "بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف".
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
