نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تقرير اتفاق لبنان | هل حقق نتنياهو أهدافه؟.. ماذا عن وحدة الساحات؟

بعد مفاوضات ماراثونية شاركت بها عدة أطراف وقادتها الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن وقف لإطلاق النار في لبنان بين حزب الله والاحتلال، بعد شهر ونصف من المعارك البرية و13 شهرا من القصف المتبادل.

ويفجر الاتفاق جملة من الأسئلة حول نصوصه وفكرة "وحدة الساحات" التي تبناها ما يعرف بـ"محور المقاومة"، وتأثير الاتفاق على الحرب الدائرة في غزة.

في هذا التقرير، رصد لمسار الحرب في الجبهة اللبنانية، وتسلط الضوء على حيثيات الاتفاق.

بايدن يعلن.. وميقاتي يرحب

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان، مبينا أن الهدنة تدخل حيّز التنفيذ في الرابعة من فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.

وفي بيان مشترك لبايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيهيئ الظروف اللازمة لعودة الهدوء في البلاد.

وذكر البيان المشترك، أن "الإعلان اليوم سيوقف القتال في لبنان، ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان".

بدوره، رحب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي بالاتفاق الذي توسطت فيه واشنطن لإنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله والاحتلال.

واعتبر ميقاتي الاتفاق "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان"، مبينا أن "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قرارهم ومدنهم".

بنود الاتفاق

نشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتضمنت:

- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد الاحتلال

- لن يقوم الاحتلال بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك على الأرض، في الجو وفي البحر.

- يعترف لبنان ودولة الاحتلال بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

- هذه الالتزامات لا تلغي حق الاحتلال أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.

- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

- أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.

- تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة.

- تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.

-  ستشكّل لجنة تكون مقبولة لدى الاحتلال ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

- لبنان والاحتلال سيبلغان اللجنة وقوات اليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.

- ينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.

- ترسل إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوما.

- تعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.

جبهة لبنان.. مسار تصاعدي

شكلت الجبهة اللبنانية ما يعرف بجبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وطبقت عمليات مصطلح وحدة الساحات، الذي يقضي بتدخل جميع أطرافه في أي معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023

بدأ حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية بقصف المستوطنات الشمالية في الأراضي المحتلة خصوصا في الجليل.

تسببت عمليات جبهة لبنان بتهجير معظم مستوطني الشمال ومثلت ورقة ضغط كبيرة على نتنياهو.

3 كانون الثاني/ يناير 2024

اغتال الاحتلال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

في التاسع من الشهر ذاته، رد الحزب على اغتيال العاروري والقيادي في الحزب وسام الطويل بقصف مقر قيادة المنطقة الشمالية في مدينة صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية.

استمرت وتيرة تصعيد الهجمات المتبادلة، كما اغتال الاحتلال عددا من قادة الحزب في ضربات جوية جنوبي البلاد أبرزهم طالب عبدالله في حزيران/ يونيو الماضي.

30 تموز/ يوليو

اغتال جيش الاحتلال الرجل الثاني في الجسم العسكري للحزب فؤاد شكر بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

25 آب/ أغسطس

ردا على ذلك، شن حزب الله هجوما جويا بأكثر من 300 صاروخ على مواقع في الأراضي المحتلة.

وكشف الأمين العام السابق للحزب، أن الهدف الأساسي للعملية هو قاعدة غليلوت القريبة من تل أبيب، والتي تتواجد فيها وحدة 8200 التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية.

20 أيلول/ سبتمبر

نفذ طيران الاحتلال غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، كان هدفها اغتيال قائد "قوة الرضوان" إبراهيم عقيل ونخبة من قادة الحزب العسكريين.

27 أيلول/ سبتمبر

شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة بعشرات الأطنان من المتفجرات على حارة حريك في الضاحية الجنوبية، مستهدفة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

28 أيلول/ سبتمبر

أعلن حزب الله رسميا "استشهاد الأمين العام حسن نصر الله وعدد من قادة الحزب بينهم علي كركي قائد المنطقة الجنوبية".

1 تشرين الأول/ أكتوبر

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان.

4 تشرين الأول/ أكتوبر

أعلن جيش الاحتلال استهداف هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله والمرشح لخلافة نصر الله، ليؤكد حزب الله بعدها بأيام عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.

تشرين الأول/ أكتوبر - تشرين الثاني/ نوفمبر

امتدت المعارك البرية على طول الجبهة اللبنانية، حيث دارت معارك عنيفة، بدءا من عيتا الشعب أقصى الجنوب حتى مدينة الخيام على بعد 5 كلم من الحدود مع شمال فلسطين المحتلة.

26 تشرين الثاني/ نوفمبر

أعلن بايدن الاتفاق على وقف العمليات العسكرية في جنوب لبنان.

وحدة الساحات

مع بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان، يكون الاحتلال عمليا قد حقق هدفه بفصل الجبهات، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن حماس بقيت وحيدة الآن في الساحة.

يقول الناشط الفلسطيني عامر الحانوتي، إن "وقف إطلاق النار في لبنان يعني بالضرورة إعادة استفراد الاحتلال بقطاع غزة، مع تأمين الجبهة الشمالية، وإعادة المستوطنين للشمال، وهو عكس ما قاله الأمين العام الراحل حسن نصر الله".

وأضاف في حديث لـموقع "عربي21"، أن "المقاومة في غزة راهنت على وحدة الساحات منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، ودعت جميع أطراف محور المقاومة والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للانخراط بالمعركة، لكن مع الأسف لم يحدث هذا على الأرض".

وعن تأثير الاتفاق على الوضع في غزة، يقول الحانوتي، إنه "بالرغم من أن المعركة في لبنان لم تؤثر فعليا على سير المعارك في غزة، فإن جبهة لبنان مثلت إسنادا حقيقيا وورقة ضغط بيد المفاوض الفلسطيني، فضلا عن الحرج الكبير الذي مثلته لنتنياهو، وبعد توقفها ستكون أوراق حماس في المفاوضات أقل، وهذا عمليا ينعكس سلبا على غزة".

وأشار الحانوتي إلى أن "نتنياهو حقق في لبنان ما عجز عن تحقيقه في غزة، وربما سيكون لقرار وقف إطلاق النار تداعيات حتى داخل حزب الله الذي لم يلتزم بوصية نصر الله، الذي أكد أن فصل الجبهات لن يتحقق، وإذا تحقق فإن كل الدماء التي سالت خلال عام كامل، ذهبت سدى".

من جانبه، قال الباحث والكاتب الإسرائيلي، ميخائيل ميلشتاين، الذي يشغل منصب رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، إن "إسرائيل موجودة في غزة في حرب استنزاف لا يبدو أن لها نهاية واضحة. العدو الذي يمتلك أيديولوجية متعصّبة من غير المتوقع أن ينهار أو يستسلم".

وطالب خلال مقال في صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بعقد صفقة تبادل أسرى مع حماس، حتى وإن كانت بتكلفة مؤلمة كإطلاق سراح أسرى فلسطينيين والانسحاب من القطاع.

وكالة الصحافة الوطنية