كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن مسؤول رفيع، اليوم الأحد، أن ثلاثة من بين الاسرى الستة الذين عثر جيش الاحتلال على جثثهم في نفق داخل قطاع غزة، كان من الفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي يتم التفاوض حولها مع حركة حماس، وسط اتهمات لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأنه يواصل عرقلة التوصل للصفقة لمنع انهيار حكومته ولتمسكه في السلطة.
وقال المسؤول الإسرائيلي الرفيع إن أسماء ثلاثة من بين الاسرى الستة الذين استعاد جيش الاحتلال جثثهم من قطاع غزة، "ظهرت في القوائم التي نُقِلت في بداية تموز/ يوليو (في إشارة إلى القوائم التي تم تبادلها عبر الوسطاء مع حركة حماس). كان من الممكن إعادتهم أحياءً"؛ وأفاد بأن أحدهم هؤلاء الاسرى كان مدرجا في قوائم المرحلة الأولى من الصفقة (التي يطلقون عليها "المرحلة الإنسانية") بسبب إصابته في يده، بالإضافة إلى اسيرتين كونهما امرأتين.
وفقا لتقديرات الجيش التي أوردتها هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، اليوم الأحد، فإن الاسرى الستة، الذين عُثِر على جثثهم في نفق برفح، قد قُتِلوا أمس أو أول أمس على أبعد تقدير، خلال عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة؛ فيما تواصل حكومة نتنياهو عرقلة التوصل إلى صفقة ووضع المزيد من الشروط التعجيزية التي ترفضها حركة حماس وأبرزها رفض انسحاب قوات الاحتلال من محور فيلادلفيا ومراقبة عودة النازحين الغزيين إلى شمالي القطاع.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، عن مسؤول رفيع مطلع على تفاصيل المفاوضات أن "دولة إسرائيل قد أخفقت في أداء واجبها في العقد غير المكتوب الذي يقضي بحماية مواطنيها".
وأشارت الصحيفة إلى أن "التنبؤات القاتمة التي قدمها هذا المصدر في مناسبات سابقة حول التعطيل الذي يتسبب فيه نتنياهو وممثليه للمفاوضات، "بهدف التأكد من عدم انتهائها أبدًا".
وأضاف المسؤول أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن الاسرى "في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وفشلت فشلاً ذريعًا في إنقاذ أو تحرير بعض الاسرى أحياءً خلال الأشهر الإحدى عشر الماضية"؛ مشددا على أن العمليات العسكرية البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة "هي ما يهدد حياة الاسرى يوميًا وفي كل لحظة. كما حذرنا في بداية المناورة (الاجتياح البري للقطاع، من المرجح أن يكون قد تم إصدار توجيهات لكل من يحتجز رهينة من عناصر حماس بقتله إذا توصل إلى استنتاج بأن القوات الإسرائيلية قد اقتربت من إنقاذه".
وتابع "إذا كان لدى أي شخص شك - نتنياهو سيفعل كل شيء لمنع التوصل إلى صفقة".
وأفاد المسؤول الرفيع بأن التقييمات في الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية تشير إلى أن "الواقع الذي كان موجودًا من قبل، وأصبح أكثر وضوحًا بعد قرار الكابينيت، له دلالة واضحة وقاتلة؛ تقليص فترة حياة العشرات من الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة في غزة".
بعبارة أخرى، شدد المسؤول على أن "العمر المتوقع للرهائن قد تقلص كثيرًا في الأسابيع الأخيرة، ليس فقط بسبب استمرار المناورة والمخاطر الشديدة التي كانت تهدد حياتهم من قبل، والتي أدت إلى وفاة العديد منهم - بل أن الوضع أصبح الآن أكثر خطورة بكثير".
وتابع "يجب أن نفهم، أن الإصرار على محور فيلادلفيا أو على البنود الأخرى التي أُدخلت في الاتفاقية فقط لإفشالها، يعني أن دولة إسرائيل حكمت على الرهائن بالموت".