استشهد ثلاثة من قادة المقاومة وامرأة وابنتها في مخيم طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، بعد قصف إسرائيلي طال المخيم، وذلك بالتزامن مع استشهاد شابين فلسطينيين في الخليل بعد اقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، مخيم طولكرم بأكثر من 25 آلية عسكرية، بما في ذلك عدد من الجرافات من النوع الثقيل، كما فرض حصارا شديدا، ودمر بنى تحتية وممتلكات تعود لفلسطينيين.
وأعلنت حركة حماس، الثلاثاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتال قائد كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، أشرف عيد نافع، والقائدين في كتائب "شهداء الأقصى" محمد عوض ومحمد بديع، في العدوان الذي استمر أكثر من 16 ساعة.
وأكدت الحركة أن "جرائم الاحتلال وعمليات الاغتيال في الضفة لن توقف مسيرة المقاومة المتصاعدة، ولن تكسر شوكة المقاومة، ولن تزيد شعبنا إلا إصرارا على مواصلة طريق التحدي والمواجهة، حتى إنهاء الاحتلال ونيل حقوقنا كافة".
وشددت على أن "هذه الدماء الطاهرة لن تذهب سدى، وسيواصل شعبنا ومقاومته نضالهم المشروع على درب شهدائنا الأبطال، في وجه إرهاب جيش الاحتلال الفاشي وقطعان مستوطنيه، متّحدًا بكل مكوّناته في معركة طوفان الأقصى".
وحيّت "صمود وجهاد" الأهالي والمقاومة في مخيم طولكرم، و"إصرارهم، رغم الاستهداف المتواصل والانتهاكات المستمرة، وعمليات التدمير الإجرامي للمخيم والبنى التحتية فيه، على المضي في طريق مقاومة هذا العدو الفاشي".
ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى "مواصلة الانتفاض واستهداف الاحتلال ومستوطنيه في كل مكان، وتدفيعهم ثمن جرائمهم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
كما نعت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، "الشهيد القسامي القائد أشرف زاهر الذي ارتقى مع رفيقيه من كتائب الأقصى الشهيد محمد عوض والشهيد محمد بديع، إثر عملية اغتيال بقصف نفذته الطائرات المسيرة خلال تصدي المقاومة لاجتياح قوات الاحتلال وعدوانه الغاشم على مخيم طولكرم".
وأعلنت كتائب القسام عن تمكن مجاهديها من تفجير عبوة ناسفة بجرافة عسكرية لجيش الاحتلال من نوع "D9"، وخوضهم برفقة مقاومي طولكرم الأبطال اشتباكات ضارية في محاور التوغل بالمخيم.
وزعم جيش الاحتلال أن نافع "يتولى مسؤولية تصنيع وزرع العبوات الناسفة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، وكذلك تجنيد عناصر في صفوف حماس، إضافة إلى المشاركة في عدة عمليات ضد قوات الجيش، والتواصل مع الجهات الحمساوية في الخارج".
وادعى جيش الاحتلال أن عوض "نفذ عمليات إطلاق نار بحق قوات الجيش، وكان يجمع أموالا بهدف تحفيز العمليات في المنطقة وعمل على شراء المعدات والوسائل القتالية".
وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها المخيم، وشروعها بأعمال تجريف وتخريب البنية التحتية وممتلكات المواطنين، من مركبات ومحال تجارية.
وتسببت أعمال التجريف التي قام بها جيش الاحتلال داخل المخيم الفلسطيني في انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن عدد من المناطق، وذلك وسط تحليق كثيف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
شهيدان في الخليل
وعلى صعيد متصل، استشهد الشاب جهاد محمد حسين شلالدة (39 عاما) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سعير شمال شرق مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأصيب شلالدة قبل استشهاد بجروح خطيرة بعد اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، وفتحها النار صوب فلسطينيين، في أثناء تنفيذها عمليات دهم وتفتيش واسعة.
كما استشهد أيضا الشاب رامز محمد حلايقة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامه بلدة سعير بمدينة الخليل.
وأظهر مقطع مصور متداول على منصات التواصل الاجتماعي، لحظات رشق حلايقة مدرعات جيش الاحتلال بالحجارة أثناء اقتحامه البلدة، قبل أن يفتح جيش الاحتلال النار في مكان تواجد الشاب الفلسطيني.
ويواصل الاحتلال تصعيد عدوانه على الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية المحتلة، بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 578 شهيدا، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ووفقا لآخر بيانات نادي الأسير الفلسطيني، ارتفع عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين إلى أكثر من 9760 منذ اندلاع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.