كشف انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من مخيم جباليا مشاهد صادمة ومروعة لما حل بالمنازل والشوارع والطرقات، وكأن زلزالا عنيفا ضرب المكان.
وتراجعت آليات الاحتلال الخميس، بشكل محدود من مناطق بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ومن المناطق الجنوبية والغربية من مخيم جباليا، مخلفةً دمارًا واسعًا في منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي 12 أيار/ مايو الجاري، بدأ جيش الاحتلال هجوما بريا في المخيم ومناطق محيطة به، ثم أعلن بعد ثلاثة أيام توسيع الهجوم بعد أن واجهت قواته "معارك شرسة" مع فصائل المقاومة.
وقال شاهد عيان إن ما رصده من تدمير واسع للمنازل والطرقات والمنشآت العامة والخاصة، يشي للوهلة الأولى بأن زلزالا ضرب المنطقة أحالها إلى رماد.
وأضاف الشاهد أن منطقة الترانس التي تتوسط المخيم ومنطقة عيادة الوكالة ومسجد العودة والأحياء والشوارع المحيطة فيها، والسوق المركزي أحيلت جميعها إلى أكوام من الركام بعد قصف مدفعي وجوي متواصل على مدار ما يزيد عن أسبوعين متواصلين.
وفي شارع الهوجا الموازي للمنطقة المذكورة، تتشابه الصورة، فالدمار حل في كل مكان، ولم يعد هناك منزل أو مكان يصلح للإقامة أو العيش، حيث عمد جيش الاحتلال إلى حرق البيوت والمنازل، وتدمير ما تبقى منها عبر قصف متواصل بلا هوادة.
تحذير من مخلفات خطيرة
وفي ظل هذا الوضع، دعت لجنة الطوارئ في محافظة شمال قطاع غزة، عبر بيان الخميس، المواطنين إلى "التريث وعدم العودة حاليا إلى مناطق شمال القطاع".
وحذرت اللجنة من أن "الاحتلال ترك خلف آلياته المنسحبة عددا كبيرا من طائرات الكواد كابتر التي كانت تطلق النار على المواطنين".
وأضافت أن "بعض المخلفات الخطيرة لقوات الاحتلال، وجراء المعارك والاشتباكات، ما زالت في الشوارع وبعض المنازل ولم تتعامل معها جهات الاختصاص لتفكيكها؛ مما يعرض حياة المواطنين للخطر".
وشهد مخيم جباليا معارك شرسة بين جيش الاحتلال وفصائل فلسطينية استهدفت قواته المتوغلة بعبوات ناسفة وكمائن وعمليات قنص؛ في إطار التصدي للعدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ولم تسلم المؤسسات الأممية من عمليات التدمير والقصف التي شنها الاحتلال على المخيم، حيث جرى تدمير مراكز صحية ومدارس تابعة تابعة لوكالة الأممي.