جنين - حنين طراد - نبأ: وافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على قرار وزير الأمن القومي المتطرف "إيتمار بن غفير" الذي يقيد وصول المصلين الفلسطينيين من الداخل والضفة والقدس إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وتنص خطة "بن غفير"، على منع المصلين القادمين من الضفة والداخل المحتل من الدخول إلى المسجد الأقصى لآداء الصلاة، بحجة "أسباب أمنية" ولمنع اندلاع مواجهات بين الفلسطينين وقوات الاحتلال.
وعلى الصعيد ذاته، كانت قد اقترحت شرطة الاحتلال تقييد دخول فلسطيني الداخل لمن تبلغ أعمارهم 50 عاماً وأكثر، وفيما يتعلق بمواطني الضفة والقدس اقترحت أن يكون دخولهم لمن تبلغ أعمارهم 60 عاماً وأكثر.
تعليقاً على ذلك، قال الخبير في شؤون الاستيطان "صلاح خواجا" لوكالة "نبأ" إن موافقة نتنياهو على مقترح "بن غفير" الذي يمنع دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى لم يكن مستغرباً، ففي الأيام الماضية مَنَع رفع الآذان في المسجد الأقصى أكثر من خمسين مرة، وأربعين مرة في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وقال خواجا: " إنّه منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم تم منع أي فلسطيني من الوصول لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك إلا لمن هم فوق سن 50 عاما".
وأكد أن تقارير واستطلاعات تشير إلى أنّ هناك ٧٦٪ من أبناء الشعب الفلسطيني محرومون من الدخول إلى المسجد الأقصى حتى قبل السابع من أكتوبر.
وأضاف أنه لا يمكن لجدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية منع الفلسطينيين من الدخول للمسجد الأقصى، ففي شهر رمضان الماضي تم التمرد على الاحتلال والوصول للمسجد الأقصى سواء من خلال القفز عن الجدران أو بالبحث عن طرق أخرى، خاصة ممن يمنعوا من الدخول "لأسباب أمنية".
وختم حديثه بالتأكيد على أن جميع سياسات الإجرام التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا، وبأشكالها المختلفة من العدوان على غزة والمجازر التي يرتكبها في القطاع وبعض المدن والمخيمات في الضفة، ما هي إلا بناء لأسوأ نظام "ابرتهايد" عرفته البشرية.
من جهته، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي "عادل شديد" إن أمر المنع والقيود ليست أمنية بقدر ما هي محاولة لإعادة السيطرة والسيادة في المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن طبيعة هذه القيود، وستتضح الأمور بشكل نهائي قبل رمضان بأيام قليلة.
بينما لفت الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصىور، إلى أن مسألة الأقصى حساسة جداً، كما أنها جزءاً من الوثائق التي حصل عليها الاحتلال المتعلقة بالتخطيط ل السابع من أكتوبر، كما كشفت "القناة ١٢ العبرية"، اذ أن أحد الأسباب الرئيسية للمعركة هو الانتهاكات التي تحدث في المسجد الأقصى.
وأضاف منصور لوكالة "نبأ"، أن الهدف الرئيسي ل "بن غفير" هو إخلاء المسجد الأقصى وإفراغه في الأعياد اليهودية التي تتزامن مع شهر رمضان، وهذا جزء من عملية التهويد للأماكن المقدسة وحرمان الفلسطينيين من حقوق العبادة في الأقصى المبارك.
ويعتقد منصور "أن تزامن تطبيق هذه التصريحات مع عدم التوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان، واستمرار الحرب والوصول إلى رفح، جميعها ستخلق وضعاً مُزرياً، ليس فقط في فلسطين وإنما في العالم العربي".
في ذات السياق، أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري على أن قرار منع المصلين من دخول المسجد "باطل ويتعارض مع حرية العبادة" ، ودعا مجلس الإفتاء في فلسطين على ضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى لمن يستطيع الوصول لحمايته من التدنيس.
وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حذرت من أن الأقصى سيوحد المسلمين ضد "إسرائيل" على جانبي الخط الأخضر.