نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"متجاهلاً التحذيرات من كارثة"

لماذا يصرّ نتنياهو على اجتياح رفح!؟

رام الله - محمد حجيجي- نبأ:

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" مساء الأربعاء الماضي بما أسماها "عملية قوية" في رفح؛ بعدما زعم السماح للسكان المدنيين بمغادرة المدينة الواقعة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة المحاصر كلياً، على الرغم من مطالبات دولية وعالمية بضرورة العزوف عن هذه الخطوة.

وقال "نتنياهو" عبر حساباته  الرسمية على منصة إكس وتيلجرام برسالة نشرت بالعبرية: "سنقاتل حتى النصر الكامل، وهو ما يتضمن تحركا قويا في رفح، وذلك بعد السماح للسكان المدنيين بمغادرة مناطق القتال"، وجاءت هذه التهديدات دون أي تفاصيل عن ماهية وقت العملية أو الوجهة التي قد يتوجه إليها النازحون في المدينة.

وفي ذات السياق، دعت كل من كندا وأستراليا ونيوزلندا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة؛ لأسبابٍ إنسانية في بيانٍ مشترك صدر رداً على تقارير حول العملية "العسكرية الإسرائيلية" في رفح.

وجاء في ملخص البيان الذي أصدره رؤساء الدول الثلاثة " نشعر بقلق بالغ إزاء المؤشرات على أن "إسرائيل" تخطط لهجوم بري على رفح".

كما وشدد البيان على ضرورة تراجع "إسرائيل" عن هذه الخطوة لما لها من تداعيات إنسانية خطيرة على المدنيين.

وعلى ذات الصعيد، قال مكتب الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إن الرئيس عبّر خلال اتصال هاتفي مع "نتنياهو" عن معارضته الشديدة للهجوم العسكري الإسرائيلي المحتمل على رفح.

وفي حديث أجرته وكالة "نبأ" مع المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور  للحديث عن ما يعتزم نتيناهو القيام به، قال: "إن مثل هذه الخطوة والإصرار الشديد عليها هو جزء منه تفاوضي؛ وذلك  للضغط على حركة حركة "حماس" في موضوع الصفقة، بالإضافة إلى جزء آخر وهو يتعلق "بالشأن الإسرائيلي" الداخلي حيث من المحتمل أنها يعكس خطط وأهداف غير معلنة؛ لترحيل وتهجير أهالي القطاع.

ولفت منصور، الى أن منطقة رفح تكتسب موقعاً إستراتيجياً مهماً؛ كونها منطقة حدودية، وتضم أنفاق،  إضافة إلى وجود عقد قتالية للمقاومة فيها، وبالتالي فإن إجتياحها سيكوّن نتائج وخيمة في الجانب الإنساني؛ نظراً لتحول رفح إلى خزان للاجئين من كافة أنحاء القطاع.

كما أكد المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارائيل في مقال نشره على صحيفة "هآرتس" أن الحديث عن هجوم وشيك في رفح على ما يبدو يهدف أساساً للضغط على الدول العربية على أمل أن تتمكن من إقناع "حماس" بالبدء في البحث عن طريقة لإنهاء الحرب، وأوضح أن "نتنياهو" يتخذ موقفاً عدوانياً علنياً، مُشيراً أنه لا ينوي الاستسلام لمطالب حركة "حماس". 

ومن الجدير ذكره، أن رفح تقع جنوب قطاع غزة وتشكل مع مخيامتها المحافظة الخامسة وفق التقسيم الإداري لقطاع غزة وتبلغ مساحتها 55 كيلو مترا مربعا من أصل 151 كيلو مترا مربعا  من كامل مساحة المحافظة، وبعد أكثر من 130يوما من الحرب على قطاع غزة تحولت المدينة إلى مأوى للنازحين من كافة محافظات القطاع حيث تجاوز عدد قاطينها 1،4مليون نسمة من أصل 2،4مليون نسمة العدد الكامل لسكان القطاع حسب بيانات الأمم المتحدة اي ما يزيد من عدد سكانها إلى 5 أضعاف منذ بداية عملية طوفان الأقصى.

وكالة الصحافة الوطنية