نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

السكان متمسكون بمنازلهم رغم المجازر

جيش الاحتلال يعاقب سكان شمال غزة الرافضين للنزوح بالقصف المتواصل

aa-20231031-32590225-32590219-dkhly_gz_400_byn_shhyd_wjryh_bqsf_sryyly_lhy_skny_bmkhym_jbly-scaled-2-1170x600-1.jpg

يواجه سكان مدينة غزة ومخيم جباليا للاجئين حصاراً شديداً في ظل القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع والذي تسبب في استشهاد الآلاف وإصابة عشرات الآلاف، ويرتقب السكان وقوع معركة ضارية في أحيائهم مع عدم وجود ما يكفي من الكهرباء أو الوقود ومع بقاء بضعة مستشفيات فقط في الخدمة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي بلا هوادة.

وقال أبو عبد الله الذي يسكن في مدينة غزة: "لا ينام أحد في وجود القصف. يواصل أبنائي القفز والبكاء عند كل غارة جوية". ويقيم أبو عبد الله في مخيم جباليا مع أقاربه بعد قصف منزله في مدينة غزة.

"إسرائيل" تطالب أهالي شمال غزة بالنزوح

أمرت "إسرائيل" جميع المدنيين بمغادرة شمال قطاع غزة، وقالت في رسائل أسقطتها بطائرات هليكوبتر، إن من سيبقى ربما يُعد من مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

في حين زعم الاحتلال أنه طوَّق مدينة غزة ومخيم جباليا مع استمراره في قصف مواقع بالجنوب. ورفض كثير من سكان مدينة غزة الرحيل وأشاروا إلى تلك الهجمات وما تثيره من مخاوف من أنهم لن يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم لاحقاً.

وقال أبو عبد الله الذي لم يفصح عن اسمه الكامل؛ مخافة انتقام الإسرائيليين منه: "نحن الآن محاصرون، لكننا في وطننا"، واتهم إسرائيل بشن حرب تجويع على شعب غزة.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة، إنَّ قصف إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ادى لاستشهاد 9227 شخصاً، منهم 3826 طفلاً. وقالت إن الهجمات على جباليا هذا الأسبوع قتلت مئات الأشخاص.

وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه "رويترز"، آثار ما بعد هجوم اليوم على بيت لاهيا بالقرب من مدينة غزة، إذ كانت هناك جثث ملطخة بالدماء ومحفوفة بالتراب وإخراج رضيع من سيارة إسعاف، وأظهر أيضاً فحص المسعفين للمصابين المستلقين على أرضية المستشفى وهم يتألمون.

في السياق ذاته قطعت "إسرائيل" إمدادات الوقود والكهرباء عن غزة مباشرة بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقالت السلطات الصحية في غزة إن معظم الخدمات الطبية قد تتوقف.

ولا تصل الإمدادات الغذائية والطبية التي تأتي عبر معبر رفح الحدودي مع مصر إلا إلى الأجزاء الجنوبية من غزة.

وقال أبو عبد الله عبر الهاتف، إن الغذاء مشكلة والمياه مشكلة أكبر، ولا يوجد وقود أو كهرباء فيما عدا بضع ساعات يحصلون عليها من الألواح الشمسية.

نقص في المياة النظيفة 

في الأجزاء الجنوبية من القطاع، يعني نقص المياه النظيفة أن كثيراً من الناس بدأوا في استخدام مياه البحر للاستحمام والتنظيف، واكتظاظ المستشفيات، ونقص الوقود يعني أن الأطباء يجدون مشقة كبيرة في مساعدة المرضى والجرحى.

وعلى الشاطئ في دير البلح، بين مدينة غزة ومدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية، كانت هناك مجموعة من الأطفال يغترفون الماء من البحر بينما عكف رجال على غسل أواني الطهي.

وقال علاء البرديني، أحد سكان دير البلح، إن الأطفال يستحمون في مياه البحر المالحة ولا توجد مياه عذبة لتنظيف أجسادهم من الملح.

وتدعي سلطات الاحتلال إنها أعادت إمدادات المياه إلى جنوب قطاع غزة بعد أن قطعتها في البداية. لكن السكان يقولون إنه لا توجد مياه تقريباً، وبدون كهرباء لا يستطيع الناس تشغيل مضخات لسحب المياه من الآبار أو رفعها إلى المنازل.

وتمتد طوابير الانتظار طويلاً عند المخابز، وينتظر الناس ساعات للحصول كميات صغيرة من الخبز.

وقال حسين النادي أمام أحد المخابز في خان يونس، إنه يقف منذ الفجر في طابور للحصول على الخبز، وإن الوضع أصبح لا يحتمل.

ومع امتلاء المستشفيات، بدأ الطبيب حسن زين الدين يزور مدارس الأمم المتحدة التي تؤوي آلاف النازحين. ومع الافتقار إلى الوقود، يقطع رحلة طولها 15 كيلومتراً بالدراجة.

.وقال زين الدين إن القصف أضر ببعض قطاعات من الطريق ومن ثم يضطر إلى حمل الدراجة حتى يتجاوز الجزء المعطوب من الطريق ثم يستأنف الرحلة.

وكالة الصحافة الوطنية