نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نبأ" تتابع الأزمة .. ما الذي "يُطبخ" لبلدية الخليل وهل هناك مساومات لإسقاط المجلس؟!

  الخليل – أنس القاضي - نبأ: منذ الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينةُ الخليل، والتي تمثلت باستهداف أعضاء المجلس البلدي، عبر إطلاق النار على سيارة نائب رئيس البلدية د.أسماء الشرباتي، وعيادة زوجها د. أمجد الحموري، ولاحقاً إصابة عضو البلدية عبدالكريم فراح بالرصاص واحراق مركبته، وإطلاق النارعلى ممتلكات البلدية، وتزامن الأحداث مع استقالة 6 من أعضاء كتلة حركة فتح في البلدية "إعلامياً"، تنتظر المدينةُ ما ستؤول إليه الأوضاع، خاصةً مع  جهود وساطة تبذل لإنهاء الأزمة. 

وكالة الصحافة الوطنية "نبأ" تابعت آخر مستجدات الأوضاع على صعيد أزمة المجلس البلدي في مدينة الخليل، محاولةً الوصول إلى إجابات حول أسئلة متعلقة بالأزمة ومآلاتها.

وتحدثت في الأيام القليلة الماضية، تقاريرُ صحفية عن أنّ شخصيات فتحاوية طرحت تقديم امتيازات إدارية في وظيفة حكومية لأحد أعضاء المجلس البلدي عن "قائمة الوفاء"، مقابل الاستقالة من المجلس، بهدف بلوغ عضوية المجلس البلدي إلى نصاب غير قانوني، وإسقاط المجلس.

"ابواسنينة": جهات لا تريد التسليم بنتائج الانتخابات

تعقيباً على ذلك، قال رئيس البلدية تيسير ابواسنينة لــ"نبأ"، إنه لا معلومات لديه حول هذا الأمر، لكنّه لم يستبعد حدوث ذلك، مرجحاً الحديث مع أكثر من عضو في هذا السياق.

وقال إن هناك جهات لا تريد التسليم بنتائج الانتخابات، ولا يمكن لها استيعاب النتيجة التي جاء بها صندوق الإقتراع.

وأضاف في سياق تعليقه على ما يتداول على مساعٍ لإسقاط المجلس البلدي، قال "ابواسنينة" إنّ "من يريد أنّ يسجل على نفسه الخيانة فليسجل ذلك للأبد"، لكن لا اعتقد أن أحداً يقبل على نفسه خيانة من سار معهم.

وحول الاستقالة التي أعلنها 6 من أعضاء كتلة فتح، وصف رئيس البلدية ما حدث بأنها "استقالة اعلامية"، ولم تقدم للبلدية ولا لوزارة الحكم المحلي، مفسراً ذلك بأنه نوع من التشويش وخلق أجواء وبيئة غير صحية للعمل، مؤكداً ن المجلس جاء باختيار الناس.

ورداً على التصريحات حول مطالبات بعض اعضاء المجلس عن كتلة فتح المستقيلين بربط عودتهم للمجلس، بتنحي رئيس البلدية عن منصب الرئاسة، قال "ابواسنينة": "ليس هم من يحددوا ذلك، إنما من انتخبوني"، وبإمكانهم العودة الى الانتخابات مرةً أخرى ليرى كل واحد شعبيته .

وأكد "ابو اسنينة" على استمرار عمل المجلس، وهناك اجتماعات مختلفة تجرى دون عقبات، لافتاً إلى أنّ ممثلين عن عائلات المدينة تتواصل معه وتطلب منه الاستمرار في منصبه وعدم الرضوخ للضغوط.

"الشرباتي": توقيت الاستقالة غير مناسب .. ونرحب بعودتهم

من جهتها، قالت د.أسماء الشرباتي نائب رئيس بلدية الخليل، إن المجلس البلدي مرّ بمرحلة صعبة، كان فيها استهداف غير مبرر لاعضائه، مبينة أنه تم اعتقال بعض الشخصيات المتورطة في حوادث إطلاق النار، مطالبةً النيابة العامة بتوضيح اسباب استهداف الاعضاء وممتلكات البلدية بعد اكتمال التحقيق .

وأكدت في حديثها لـــ"نبأ" أن هذه الاستهدافات لا يراد من خلالها للمجلس البلدي أن يكون في حالة استقرار، وهي تهدف لمحاولة تعطيل عمل البلدية.

وأشارت إلى أنّ الأجهزة الامنية تبحث عن بعض المتهمين، لكن يجب ان يكون هناك اجابات على سبب التهجم على اعضاء المجلس البلدي.

وحول استقالة أعضاء "فتح"، اتفقت "الشرباتي" مع رئيس البلدية في القول إنها "استقالة اعلامية" فقط، ولم تقدم إلى وزارة الحكم المحلي ولا حتى البلدية، وبالتالي لديهم موقف اعتراض، مشيرةً الى انهم لم يكونوا موفقين في اختيار التوقيت المناسب للاستقالة، معتبرةً أنّ الأزمة ليس سببها المجلس البلدي بقدر ما يخطط لمدينة الخليل وبلديتها، والأصل أن تكون الجهودة موحدة وليس متفرقة، ونرحب بعودتهم .

"الجعبري": هناك فساد وسوء إدارة

من ناحيته، أرجعَ يوسف الجعبري أحد اعضاء المجلس عن "فتح" سبب استقالتهم احتجاجًا على السياسات الداخلية لرئيس البلدية. حسب قوله

وذكر أن الترهل الإداري، اضافة إلى التخبط ونقص وعدم تقديم الخدمة الأمثل للمواطنين، وسوء الادارة وآخرها دخول بعض المواطنين بطريقة سرية لغرفة المجلس البلدي الذين استمعوا الى كل حيثيات الاجتماع كانت الدافع الأكبر للاستقالة وعقب: "ارتأينا حفاظا على كرامتنا ان نستقيل".

أما عن رئيس البلدية المنتخب تيسير أبو سنينة فقال "الجعبري" أنه لا يستطيع ادارة المؤسسة، وهناك فساد ليس هو جزء منه ولكن غير قادر على ادارته.

وأشار الجعبري في حديثه لـــ"نبأ" إلى أنهم في كتلة البناء قدموا الاستقالة لوزير الحكم المحلي مباشرة بسبب تحفظاتهم على المجلس البلدي وإدارته بسبب قضايا فساد تم فصل ثلاث موظفين بسببها ولم يتم معاقبة رأس الهرم المسؤول عنهم.

وقال: "خلال الأيام القادمة، الاستقالة على طاولة الوزير يتم الحديث فيها  إذا كان الإجراء القانوني يتطلب موافقة المجلس لا بأس ولكن إلى أن نتأكد من أهلية المجلس".

ونفى الجعبري تعرض أعضاء المجلس الذين لم يستقيلوا لتهديدات شخصية سواء من مصادر عائلية او مقربة من الأمن حسب ما ورد في وسائل الإعلام وقال أن هناك من يحاول ان يجر القضية إلى هذا المربع بشكل مقصود.

وعقب الجعبري على الاعتداء على أعضاء المجلس وقال: "هذه وحشية  مرفوضة ومن يتعدى على عضو مجلس بلدي منتخب انسان لا يريد المسؤولية".

وأكد أن من يتحمل المسؤولية هو من سمح بالتمادي ومن يدعي أن المشكلة فتح وحماس أو أمن يحاول أن يضلل الموضوع الحقيقي، ولا يوجد اختلافات حزبية ولكن السبب في ذلك الاعتداء هو سوء الإدارة.

"فرّاح": الاستقالة طعنة لباقي الكتل

من جهة أخرى، قال عضو المجلس البلدي عبد الكريم فراح عن استقالة اعضاء كتلة البناء والتحرير "من الناحية القانونية لا توجد استقالة ومن يقول ان هناك استقالة، يستخف بالشعب الفلسطيني ولو كان هناك استقالة حقيقية ليس لدينا أي مشكلة".

وتعرض "فراح" لمحاولة اغتيال قبل ما يقارب الأسبوعين حيث اعترض طريقه مسلحون واعتدوا عليه بالضرب ثم اطلاق النار بشكل مباشر ثم سرقة سيارته الخاصة وحرقها.

وأكد فراح أن هذه التصرفات تهدف الى توتير الساحة ووصفها بأنها تتنافى مع أخلاق ومبادئ وقيم الشعب الفلسطيني.

مشيرًا إلى أن الاستقالة لا تكون من خلال الفيسبوك او على المنابر الاعلامية وأن طريقة تقديم الاستقالة معروفة والقانون رسمها.

ومن جهة أخرى لفت إلى أن الأسباب التي أعلنت عنها كتلة البناء والتحرير للاستقالة غير صحيحة مطلقا مفندًا: "هم يقولون أن بلدية الخليل في أسوأ أوضاعها، ونحن نقول عندما استلمنا المجلس البلدي كان متهالك، القطاع الصحي المتهالك اليوم قدمنا له ١٢ سيارة جديدة، وقسم الإطفاء الذي لا يملك الا سيارات عفا عليها الزمن على مدار المجالس السابقة احدث موديل منها كان ٩٨، مجلسنا اليوم قدم له ٦سيارات من احدث الموديلات".

وذكر فراح أن العلاقات كانت جيدة وكانت الأمور تسير بشكل رائع وهذا التصرف المفاجئ شكل طعنة لباقي الكتل، وقال: "ولكن اطمئن اهلنا وشعبنا عقدت في المشفى أكثر من جلسة والأعمال تسير على قدم وساق".

أما عن ادارة تيسير أبو سنينة فقال فراح: "أن الشيخ تيسير جاء بصندوق انتخاب ويغادر بصندوق انتخاب".

ومن جهته أكد فراح تعرض أعضاء من المجلس البلدي الذين لم يقدمو استقالتهم لتهديدات بطريقة أو بأخرى، وأوضح أنه لم يسمع بتقديم امتيازات ادارية في وظيفة حكومية لأحد أعضاء المجلس البلدي عن قائمة الوفاء مقابل الاستقالة من المجلس البلدي.

وعن جهود الوساطة قال أنها لم تبدأ حتى تستمر وختم بأن الموضوع ليس موضوع عبدالكريم فراح أو المجلس البلدي الموضوع أمن وأمان خليل الرحمن.

وكالة الصحافة الوطنية