نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

 "أعيدوني إلى الزنزانة"

خرج من سجنه فاقداً للذاكرة .. تعرف على قصة الأسير المحرر باسل عيايدة

الخليل - نبــأ: كان من المفترض أن ينتظر باسل لحظة الإفراج عنه بشوقٍ كبير، إلا أن ظلم الاحتلال وقسوته شاءت عكس ذلك، فقد زُجَّ قسراً في زنازين العزل الانفرادي لستِ أعوامٍ أدت إلى فقدانه الذاكرة بشكل كلي.

خرج باسل عيايدة واستقبله أحباؤه بحفاوةٍ وفرح، بينما استقبلهم هو باستغراب وصمت، لم يكن متلفها لحضن أمه ولا سلام من حوله بل كانت تعابير الصدمة طاغيةً لتلغي مشاعر الفرح.

وفي لقاءٍ له مع "نبأ"، يصف عزيزعيايدة ، وهو عم الأسير المحرر باسل، عن لحظة الإفراج ويقول: "لقد كان الشعور ممزوج بالفرح والذي سرعان ما تحول إلى حزن وة ألم، فقد دخل باسل إلى السجن طفلاً عمره 15 عاماَ بكامل صحته ليخرج منه  فاقداً للذاكرة".

ويضيف عيايدة" كانت الصدمة عندما خرج باسل من أبواب السجن ونحن ننتظره بشوق، لكنه خرج ولم يتعرف على أمه التي أنجبته و شرب من حليبها ولم يتعرف على والده ولا على إخوته ولا حتى على وطنه، خرج مستغربا، خائفاً لا يثق ولا يتفاعل مع أحد،  كان يردد دائما "اعيدوني إلى الزنزانة"،  لقد أبكى الرجال في هذه اللحظة، والرجال لا تبكي إلا لشيء عظيم".

وتابع حديثه" خرج باسل مسلوب الانسانية، مفقود الذاكرة، لم يحدثنا هو عما حدث معه ولكنني كنت اسيراً سابقاَ لذا استطيع ان افهم ماذا حدث معه من تصرفاته التي تدل على أن الاحتلال قد  مارس عليه أبشع أنواع التعذيب والقهر المنافية لكل القيم الانسانية المتعلقة بحريات الإنسان في المعتقلات، فمثلا عندما يمشي كأنه مكتوف الأيدي والأرجل وهذا  يدل على أنه كان يخرج دائما مكبل الأيدي والأرجل، وأيضاً دائماً ما يحني رأسه ويعني أنه كان يحني رأسه وعندما نطلب منه ان يرفع رأسه يصرخ ويقول لا سوف يضربونني".

واكد عيايدة على ان الاحتلال مارس بحق باسل العنف والتعذيب القاسي، بالإضافة إلى أنه مكث في السجن الانفرادي لمدة 6 اعوام، وحرم من زيارة عائلته، وكان الاتصال به ممنوع، وهذه وصمة عار بحق جميع مؤسسات حقوق الإنسان التي تدعي الحريات وحقوق الطفل، داعياً إياها  بالحضور لترى ماذا حدث لباسل و ماذا يحدث الآن للأسير الطفل محمد مناصرة، الذي سلب الاحتلال منهم كل طفولتهم.

واستطرد حديثه بالقول: "لقد خرج باسل وليس في ذاكرته سوى صورتهم الارهابية وجدران الزنزانة والسجان، هذا الاحتلال بل رحمة، لديه استراتيجية للقضاء علينا فكرياً وعقلياً وذهنياً، وليسلب و يشطب ذاكرتنا الوطنية والدينية والإنسانية للوصول إلى الخلاص منا جسدياً".

ووجه عيايدة رسالته لكل القيادات والمسؤولين بضرورة أن يضعوا ملف الأسرى في أهم أولوياتها ومتابعتها، فهم يمرون في مسلسل قهري قمعي.

وأردف: "يجب ان نشكل البديل لظلم الاحتلال بحنان وطني فلسطيني، وأن نعيد باسل إلى منظومته الوطنية، وضرورة تدوين هذه قصته، ويجب ان يسمعها كل العالم، و أن نقرع جدران الخزان بكل ما أوتينا من قوة و نقول "على هذه الأرض شعب يقمع من  أكثر الناس ارهاباً لا يرحم الطفل ولا الشيخ"، يجب ان يقف العالم بأكمله ضد هذا المحتل يكفي ارهاباً وظلماَ.

يشار بأن الأسير عيايدة من بلدة الشيوخ بالخليل، اعتقل  عام 2012 وكان طفلاً لا يتجاوز 15 عاماً واليوم يخرج وهو شاباً وعمره 26 عاماً، بعد ان أمضى 11 عاماً داخل الأسر منها 6 أعوام داخل العزل الانفرادي.

وكالة الصحافة الوطنية