نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"استهداف البلدية العنوان الأبرز"

تحليل .. لماذا يريد الاحتلال إشغال الخليل بالفتنة؟! 

الخليل – أنس القاضي - نبأ: أجمع مراقبون على أنّ المستفيد الوحيد من إشاعة الفتنة والفوضى في مدينة الخليل، هو الاحتلال الإسرائيليّ؛ ليبقي المدينة التي أوجعَ مقاوموها على مدار سنوات المواجهة، الاحتلالَ بضرباتٍ نوعيّة، بعيدةً عن الحالة الوطنية اللافتة والآخذة في الازدياد منذ أشهر بمناطق متفرقة بالضفة المحتلة، أبرزها مخيمات اللاجئين كمخيم جنين، ومخيمي نور شمس وطولكرم بمدينة طولكرم، ومخيم عقبة جبر في أريحا. 

وشهدت مدينة الخليل خلال الآونة الأخيرة، حالةً غيرَ مسبوقة من الفلتان الأمني، كان أخطرها محاولة اغتيال عضو المجلس البلدي عبد الكريم فراح، بإطلاق النار عليه وإصابته من مسافة صفر، وسرقة مركبته وإحراقها، وما سبقه من إطلاق نار على مركبة نائب رئيس البلدية د.اسماء الشرباتي، وعيادة زوجها، إضافةً إلى ممتلكات البلدية.

في هذا السياق، قال الصحفي والكاتب علاء الريماوي إنّ الهدف من حالة الفلتان التي تشهدها الخليل، أن يكون هناك رسم لـ"شكل اشتباكي" في المدينة يجعلها منشغلة بمشاكلها، ولا تفكر خارج حدودها.

وبيّن أن خطة الجنرال الأمريكي كيث دايتون الذي عينته الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2005 كمنسق أمني للسلطة الفلسطينية، استهدفت تمييع بيئة الخليل وتفكيك دائرة الاسرة من خلال مشاريع معينة طرحت في المحافظة. 

وأشارَ إلى أنه كان هناك عملاً على الخليل من خلال دوائر الفتنة عبر زرعها في المدينة بين العائلات، وقد شاهدنا طيلة السنوات الماضية كيف يتم تفكيك البيئة العشائرية داخل الخليل، كونها مدينة تمتاز بعشائرها الوطنية والعميقة، فعمل الاحتلال على ضرب عراها بكل ما أوتي من قوة . 

البُعد الاخر -وفقاً للريماوي- هو محاولة صناعة شكل جديد للخليل، وكأن هناك خطة مدروسة، بحيث تعمل في هذا الإطار ما تسمى "الادارة المدنية الاسرائيلية" في الضفة الغربية بواقع 30%، و في الخليل وحدها 70% ، وتعلى على دوائر فتح علاقات واعادة تطبيع العلاقات وهم بذلك يريدون كسر "العقلية الخليلية".

واعتبر أنّه اصبح هناك انتاج لنوع آخر في الخليل، وهو عصابات داخل المدينة محمية ومسنودة، حتى أن بعضها قد دُعم من الاحتلال مباشرةً بالمال والسلاح وغيره، لافتاً النظر الى أن وقوع مشكلة كل شهرين في الخليل . 

وقال إن الخليل خزانٌ اقتصادي كان دائماً داعماً للفقراء على مستوى الضفة الغربية، كما أنّ طبيعة الخليل التي ظلت صمام أمان في الضفة تشترك في حلول الدماء وما زالت، أريد لها أن يُنسخ دورها هذا على قاعدة تفتيتها.

وحذّر من أنه اذا سقطت الخليل تسقط الضفة الغربية؛ لذلك على أهل الخليل الحفاظ على قوة النسيج الاجتماعي فيما بينهم، ويجب أن يضربوا بيد من حديد "الزعران والمارقين" ومثيري الفتنة، كما يجب اعادة قراءة واقع المحافظة من جديد وتقييم ما يحدث . 

ولفت إلى أنّه منذ الانتفاضة الاولى تُتهم الخليل على أنها المرحلة الانتقالية ما بين انتفاضة الحجارة وتسليحها، وتؤكد تقارير الشاباك الاسرائيلي أنذ معظم المجموعات العسكرية الخطيرة خرجت من الخليل ما بعدَ عام 1992.

ثم في انتفاضة الاقصى كانت تقديرات الشاباك الاسرائيلي ان اخطر المجموعات المقاومة بعد عام 2002 هي في الخليل، وما بين عامي 2007 -2014 كانت أقسى العمليات التي نفذها مقاومون من الخليل، فضلاً عن أن معظم عمليات خطف الجنود خرجت من الخليل كعملية خطف المستوطنين الثلاثة صيف 2014 وغيرها . وفق "الريماوي"

ومعنى ذلك ان الاحتلال يعتبر  محافظة الخليل في تصنيفاته "خطيرة"، والآن زادت انظار الاحتلال على الخليل بعد هبة القدس، واعتبر ان 80% من الهبة كانت من داخل محافظة الخليل .

من ناحيته، وصف الباحث د.مروان الأقرع ما يجري في مدينة الخليل بالأمر الخطير للغاية، حيث يجري ضرب بنية المجتمع الفلسطيني ونشر الفتنة، وتخويف الفلسطينيين والقائمين على محاربة الفساد والمفسدين وافشال عمل المجلس البلدي.

وقال إن محاولة اغتيال عضو المجلس البلدي عبد الكريم فراح تتويج للفوضى التي تشهدها، خاصةً بعد  تعرضّ مركبة نائب رئيس بلدية الخليل د.أسماء الشرباتي، لإطلاق نار، واستهداف عيادة زوجها د.أمجد الحموري"، التي تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين أكثر من مرة، وتهديد شخصي له في عيادة من قِبَل أشخاص معروفين، إلى جانب استهداف ممتلكات عدة تتبع بلدية الخليل. 

وبيّن أنه منذ انتخابات مجلس بلدية الخليل وفوز المعارضة فيها، هناك محاولات لنشر الفوضى في الخليل، وافساد الوضع القائم في المدينة، متناسين أن الاحتلال يعربد ويستولي على بيوت في البلدة القديمة بالخليل فضلاً عن محاولات تهويد الحرم الابراهيمي الشريف، مؤكداً أن من يقف وراء هذه الفوضى هو الاحتلال.

وقال إنّ المجلس البلدي في الخليل حاول محاربة الفساد في الخليل، لكن أباطرة  ومافيات الفساد استهدفوا مجلس البلدية، ويجب على المجتمع الفلسطيني ان يقول كلمته حيال ما يجري في المدينة، لأن المفسدين لن يكلوا ولن يلموا حتى يخربوا الخليل ويجعلوها مدينة غير صالحة للسكن.

وكالة الصحافة الوطنية