نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"لم يصل إلى أي مقاوم .. وينتقم من الشوارع!"

 كيف أفشلت المقاومة في مخيم نور شمس 6 عمليات عسكرية لجيش الاحتلال!؟ 

طولكرم – أنس القاضي - نبأ: يعود مخيم نور شمس شرق طولكرم، بين فينة وأخرى، لواجهة المقاومة وصد محاولات الاحتلال الذي يستخدم آلته العسكرية للقضاء على العمل المقاوِم فيه، حتّى باتَ المخيمُ الذي يزيد عدد سكانه عن 7 آلاف نسمة، كابوساً يؤرق قادة أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي.

وفشلت حوالي 6 عمليات عسكرية نفذتها قوات الاحتلال، في مخيم نور شمس، خلال الفترة الماضية، وفيها كلُها خرجت تلك القوات خائبة، دون إنجاز يذكر. 

كان آخر تلك العمليات، فجر الأحد (24/سبتمبر الجاري)، حينما اقتحمت حوالي 100 دورية عسكرية المخيم من عدّة محاور، مصحوبةً بجرافاتٍ عسكرية، وبإسناد الطائرات المسيرة، وانتهت بفشلٍ جديد، دون الوصول إلى أيّ من مقاومي المخيم. 

وارتقى خلال عدوان الاحتلال الأخير الذي استمر لأكثر من 5 ساعات متواصلة، الشابان أسيد فرحان وعبد الرحمن أبو دغش، فيما خاضَ المقاومون اشتباكات عنيفة وفجّروا عبوة ناسفة شديدة الإنفجار، ما أدّى لإعطابها وإصالة جندي كان بداخلها.

وفي كل عمليات الاحتلال بالمخيم، يتعمّد الاحتلال تجريف شوارع المخيم، وكل ما في طريق الجرافات أثناء إنسحابها، ما خلّف أضراراً بالغةً في البنية التحتية لم يكن المخيمُ قد تعافى من التدمير السابق، حتى زاد دماراً فوق الدمار القديم.

وقال الصحفي من طولكرم معين شديد، إن هذه الممارسات التي يقوم بها جيش الاحتلال هدفها ضرب الحاضنة الشعبيّة التي تلتفّ حول المقاومين داخل المخيم، مُشبّها آثار تدمير شوارع المخيم  بزلزال ضرب المنطقة.

وبيّن "شديد" أن "كتيبة نور شمس" تحظى بالتفاف جماهيري كبير من الاهالي، خاصةً وان هذه الكتيبة نفذت عمليات عديدة في الآونة الأخيرة استهدفت مستوطنات الاحتلال، مشيراً إلى أن آلاف المواطنين بعد انسحاب الاحتلال من المخيم، نزلوا إلى الشوارع وحملوا المقاومين على الأكتاف، وأشادوا بصدّهم للعدوان.

من ناحيته، قال ابراهيم النمر، أحد أبرز نشطاء مخيم نور شمس، إن لجوء الاحتلال إلى تدمير الشوارع والبنية التحتية في المخيم، يعبّر عن فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، مشدداً على أنّ ارتقاء الشهداء والتدمير الذي يتعمده الاحتلال يزيد من الالتفاف الشعبي حول المقاومة.

وأكد أن الاحتلال لم يستطع اغتيال او اعتقال أيّ من المقاومين في مخيم نور شمس، في مقابل ازدياد هذه المقاومة واشتدادها يوماً بعد آخر.

فيما قال الكاتب والباحث محمد صبحة، إنّ مخيم نور شمس يثبت مرة أخرى أنه قادر على الحفاظ على حالة المقاومة التي أوجدها بنفسه.

وبيّن أنّ الاحتلال يقتحم مخيم نور شمس مرةً تلو أخرى؛ لأنه يخشى أن تصبح حالة المقاومة فيه واقعاً يصل إلى أماكن أخرى، وملجأ لكل مقاوم ينفذ فعله وينسحب إليها، وهو يخشى ايضاً أن تصبح محفزاً لمزيدٍ من العمل المقاوم. 

واضاف أنّ الاحتلال يخشى أن تصبح هذه الأمكان التي تنشط فيها المقاومة، بؤراً لتصنيع الصواريخ أو العبوات شديدة الإنفجار، إضافةً إلى خشيته  من أن تصبح تلك المناطق لتوريث الخبرة، بعد ان كانت الخبرة في الضفة تضيع مع أول عملية اعتقال او اغتيال. 

لأجل ذلك كانت محاولات اجتياح مخيم جنين، واليوم مخيم نور شمس، لكن الاحتلال فشل مرة أخرى في نور شمس.

ورآى أن الفشل الذي مُني به الاحتلال لا يعني أنه سيتوقف عن محاولاته الاجهاز على حالة المقاومة في مخيم نور شمس، عبر استخدام اساليب أخرى، منها الادوات التكنولوجية، والضغط على السلطة لمحاربة الحالة الوطنية، والحرب الاقتصادية، وكذلك سياسة العقاب الجماعي للاهالي، لكن المقاومة في المقابل تقف على أرض صلبة وتقوى بها، وهي الحاضنة الشعبية.

وكالة الصحافة الوطنية