نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

4 محددات أفشلت جيش الاحتلال بالوصول لعدد من المطاردين ومنفذي العمليات في الفترة الأخيرة

الضفة المحتلة - خاص نبأ: خلال الأيام القليلة الماضية فشل الاحتلال باعتقال مطارد في جنين وفشل باعتقال مطارد في طوباس، وحتى اللحظة فشل في الوصول لمنفذي عمليتي حوارة الأخيرتين فما دلائل تكرار فشل الاحتلال باعتقال المطاردين ومنفذي العمليات؟

في سياق قراءة الواقع وتحليله أجرينا في "نبأ" حوارًا مع الباحث والمحلل السياسي سليمان بشارات والذي بدوره أوضح أن الأمر مرتبط بأربعة محددات:

الأول: تعزيز مفهوم الوعي الأمني لدى الشباب المنخرطين بأعمال المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا جعلهم أكثر فهماً في كيفية العمل المقاوم ومحاولة الاختفاء بشكل سريع وربما التنقل بين الأماكن بشكل غير اعتيادي كما كان الحال عليه في تجارب سابقة.

خاصة في استخدام التكنولوجيا وأدوات الاتصال، أو الابتعاد عن أماكن تواجد كاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع وأمام المحال التجارية، أو حتى استخدام التنقل بالمركبات الاعتيادية.

 وأضاف بشارات: "في هذه الجزئية قد تكون هذه الشريحة من المقاومين ذات خبرة سابقة أو خضعت لتدريبات مباشرة أو غير مباشرة قبل الإقدام على الانخراط بالعمل المقاوم".

وأردف بشارات، أن المحدد الثاني مرتبط بالحاضة الشعبية والمجتمعية، ففي كثير من المرات السابقة كان انتشار صور المطاردين بين الناس والحديث عن أماكن تواجدهم مصدرا مهما للاحتلال في تركيز جهوده للبحث عنهم، لكن الآن هناك وعي أكبر لدى الحاضنة الشعبية، وهناك أيضا عدم خشية من احتضان مثل هؤلاء الشبان لديهم وبالتالي توفير خيارات أكثر في حمايتهم.

أما المحدد الثالث من وجهة نظر بشارات، فهو الإنشغال الذي باتت تتعرض له أجهزة الأمن "الإسرائيلية"، بمعنى كلما كانت الظروف الميدانية أكثر هدوءًا وأقل عدد في نقاط المواجهة بإمكان أجهزة أمن الاحتلال تركيز جهدها كله في متابعة قضية أو حدث ما، ولكن عندما تتسع رقعة الاشتعال بالمواجهة وتصاعد في أعمال المقاومة، وكذلك الانذارات التي تصل لأجهزة الاحتلال من احتمالية وقوع عمليات مقاومة، وبالتالي  "كل ذلك يشتت الجهد والتركيز من جانب، والثاني يضيف عبئا عليها في متابعة كل الملفات".

وأخيرًا، المحدد الرابع المتمثل في توفير حاضنة تنظيمية إلى حد ما، على الرغم أن هذا المحدد لم يتضح كثيراً حتى الآن، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت هناك تتشكل مجموعة شبه واضحة تتبع لفصائل فلسطينية، خصوصا في أعقاب تبني حركة حماس لكثير من العمليات الأخيرة، وظهور بعض التشكيلات العلنية الواضحة.

وأشار بشارات أن ذلك ربما يوفر مساحة من الأمان أو توفير الدعم لحماية المطلوبين لقوات الاحتلال، سواء خلال عمليات الاقتحام التي تجري للمدن والبلدات الفلسطينية واندلاع المواجهات أو الاشتباكات المسلحة،  وبالتالي توفر وقت مريحا للمطلوبين لأخذ الاحتياطات اللازمة، أو أن هذه التنظيمات باتت توفر دعم لوجستيا يساعد المطلوبين في التنقل أو الاختفاء بين فترة واخرى، ويقلل من فرص العمل التقليدي الذي يرفع من نسبة الأخطاء فيه.

و من الجدير ذكره، أن كتائب القسام أشارت لأول مرة لجهود "وحدة التأمين" التابعة لها في الرابع من اغسطس الماضي، بعد فشل الاحتلال بالوصول لمطلقي الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف جنين.

و جاء في نص بيان الكتائب يومها، "أفشلت كتائب القسام مرّةً أخرى مخططًا للعدوّ استهدف اعتقال وتصفية بعض مطارديها، بعد جهود استخبارية مركّزة بذلتها منظومته الأمنية، وإننا إذ نعلن عن إفشالنا لمخططات العدوّ الأمنية والعسكرية في الوصول إلى المطاردين، لنؤكّدُ أن وحدات التأمين في الكتائب ستظلُّ كابوسًا يطارد أروقة المنظومة الاستخبارية لجيش العدوّ، وستبقى دليلًا على أن يد المقاومة هي العليا في الميدان بحول الله وقوته".

وكالة الصحافة الوطنية