فلسطين المحتلة - نبــأ: قال الرئيس محمود عباس: "رغم الواقع الأليم، وبعد مرور ثلاثين عاماً على اتفاق أوسلو الذي تحللت منه "إسرائيل"، لا يزال لدينا أمل بأن تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ قراراتها التي تقضي بإنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود عام 1967، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، وبالذات القرار 194، وتطبيق قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال والاستيطان، خاصة القرار 2334، وكذلك مبادرة السلام العربية".
جاء ذلك خلال كلمته في الدورة الـ(78) للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الخميس 21 سبتمبر 2023، حيث طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس ومقدساتها، وبالذات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، محذرا من تحويل الصراع السياسي إلى ديني.
و أضاف عباس، إن السلام في الشرق الأوسط، لن يتحقق دون حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه الوطنية المشروعة، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتنفيذ قرارات إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين.
وطرح في خطابه عدة تساؤلات وطالب بالإجابة عنها: "لماذا السكوت على كل ما تقوم به إسرائيل، دولة الاحتلال، من انتهاكات فاضحة للقانون الدولي؟ ولماذا لا تَخضع للمساءلة والمحاسبة الجادة، ولا تفرض عليها العقوبات لتجاهلها وانتهاكاتها لقرارات الشرعية الدولية، كما يجري مع دول أخرى؟ ولماذا تمارس المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل؟ ولماذا القبول بأن تكون دولة فوق القانون؟".
وأكد أنه أمام الاستعصاء الذي تواجهه عملية السلام بسبب السياسات الإسرائيلية، لم يَبقَ سوى الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، وضع الترتيبات لعقد مُؤتمرٍ دوليٍ للسلام، تُشارك فيه جميع الدول المعنية، والذي قد يكون الفُرصةَ الأخيرةَ لإبقاء حل الدولتين مُمكنا، ولمنع تدهور الأوضاع بشكل أكثر خطورة.
ودعا الرئيس عباس الأمم المتحدة إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني من العدوان المتواصل لجيش الاحتلال والمستوطنين، ودعم توجه فلسطين للمحاكم والجهات الدولية ذات الاختصاص، فالوضع القائم لم يعد مُحتملا.
وقال إن "دولة فلسطين ستقوم برفع شكاوى للجهات الدولية ذات العلاقة على إسرائيل بسبب استمرار احتلالها لأرضنا، والجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحقنا، وعلى كل من بريطانيا وأميركا لدورهما في وعد بلفور المشؤوم، وعلى كل من كان له دور في نكبة ومأساة شعبنا، للمطالبة بالاعتراف والاعتذار وجبر الضرر، وتقديم التعويضات وفق القانون الدولي".
ودعا الرئيس عباس إلى تجريم إنكار النكبة الفلسطينية، واعتماد الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام، يوما عالميا لإحياء ذكراها، وذكرى مئات آلاف الفلسطينيين الذين قُتلوا في مذابح ارتكبتها العصابات الصهيونية، ومن هُدمت قُراهم أو شردوا من بيوتهم، والذين بلغ عددهم 950 ألفًا، شكلوا أكثر من نصف السكان الفلسطينيين في حينه.
وقال عباس في كلمته: سنبقى بحاجة للمساعدات المالية طالما بقينا نرزح تحت الاحتلال البغيض، كما ندير شؤوننا في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد جراء القيود التي تفرضها دولة الاحتلال.
وأضاف: نريد إجراء الانتخابات اليوم قبل الغد لكن يجب أن تشمل القدس، داعيًا إلى تجريم إنكار النكبة وجعلها يوما عالميا لإحياء ذكراها.
وقال إن الشعب الفلسطيني لن يرحل عن أرضه وأدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتنفيذ قراراته، لافتًا إلى أن الاحتلال البغيض الذي يمارس ضدنا لن يدوم مهما كانت الأوهام والشعب الفلسطيني باق على أرضه.