نابلس. نبأ . نواف العامر
في خطوة غريبة وغير مألوفة وتحمل معاني الإمعان في أذية عائلات الشهداء بشكل خاص وعموم الفلسطينيين بادرت قوات الاحتلال بتسليم ملابس الشهيد عبد الله خالد محمد دعباس من ضاحية شويكة بطولكرم وأبقت على احتجاز جثمانه.
حيث ظهرت صورة ملابس الشهيد دعباس وحذاؤه التي نُشرت مساء أمس الخميس، ممزقة بشكل لافت وتظهر عليها علائم التمزيق والدماء.
وقال الوزير الأسبق والنائب عن محافظة طولكرم عبد الرحمن زيدان لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ" إن عملية تسليم الملابس دون الجثمان تهدف لإغاظة عائلة الشهيد دعباس وتمثل إمعاناً في إلحاق الأذى النفسي لعائلته .
وأضاف الوزير زيدان أن هناك تساؤلات أخلاقية وإنسانية ومعنوية حول الأسباب التي حدت بالاحتلال للقيام بهذا العمل المرفوض والمخالف للقوانين الدولية والإنسانية تلتقي في الضغط على العائلة التي لم تتسلم جثمان ابنها.
من جهته قال مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، إن الخطوة ممارسة غير مألوفة و تهدف لفتح جراحات العائلة والابتزاز والتحرش النفسي لعلم الاحتلال المسبق بتأثير هذه الخطوة على العائلة.
وأضاف العاروري لوكالة "نبأ" أن أي عائلة يحتجز جثمان ابنها، تفقد الشعور بالأمان النفسي والديني ولا تقوى على العودة للحياة الطبيعية في ظل غياب جثمان نجلها .
ووصف العاروري تسليم ملابس الشهيد دعباس بسلوك نبش الجراحات التي تصل لحد التعذيب، وغير مبرر .
وأوضح أن محاكم الاحتلال أقرّت بخطأ الاحتجاز لكنها تركت القرار والتصرف للحكومة في محاولة فاشلة للمبادلة بين جثامين الشهداء أو أشلاء أو الجنود في قطاع غزة.
وشدد العاروري على أن الاحتلال بعد 73 عاماً لم يفهم كيف يفكر الفلسطيني ويمتلك أدوات الصمود النفسي والمعنوي والتمسك بثوابته.
وكان "دعباس" قد استُشهد في الثامن من الشهر الماضي قرب حاجز سالم شمال مدينة جنين مع رفيق دربه محمد الفني من مخيم طولكرم، بينما أصيب شاب ثالث وتم اعتقاله على الفور حيث زعم الاحتلال بوقوع اشتباك مسلح مع جنوده تم على إثره إطلاق النار على الشبان مما أدى إلى استشهاده على الفور، فيما أكدت مصادر عائلية أن الثلاثة كانوا في طريقهم لمدينة القدس المحتلة، وينوون إحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك كما أبلغوا عائلاتهم قبل خروجهم. .