نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

لماذا يخشى الاحتلال خروج عمليات فدائية من مدينة الخليل تحديداً؟ .. مختصون يجيبون

الخليل - نبــأ: تناول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبارة “ الخليل نامت نامت ولما قامت عملت حَرب مش عَملية”، عقب تنفيذ عملية إطلاق نار على سيارة مستوطنين قرب مستوطنة “كريات أربع” في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة؛ وعلى اثرها قُتلت مُستوطنة إسرائيلية وأصيبَ آخر بجروح. 

 أقل من 48 ساعة بين آخر عمليتين؛ وما يمكن مُلاحظته الفارق الزمني الذي قُلّص بين العمليات وصولاً إلى التطور الذي بات يَظهر باستخدام السلاح وتحقيق إصابات مباشرة، و النجاح في القدرة على الانسحاب من موقع العمليات، رغم حدوثها في مواقع تشهد حضور أمني إسرائيلي مكثف.

المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي، صلاح خواجا في مقابلة له مع "نبأ" قال: " ترى الساحة الفلسطينية أن الشعب دخل في مرحلةٍ جَديدة من التعبير عن آليات الضغط، ورفض سياسة القمع والتنكيل سواء بالقدس أو الضفة الغربية؛ في ظل التمدد الاستيطاني الذي بات يطغى على الكثير مِن القرى الفلسطينية؛ وبالتالي فإن التعبير يظهر بمثل ما حدث في الخليل اليوم".

وعن خشية الاحتلال من أن تدّخل مدينة الخليل على خط العمليات، علّق خواجا، أن تلك المدينة تعتبر من أكثر المناطق الخطرة على " دولة الاحتلال" ف ثلث الضفة الغربية من حيث السكان يقبعون في مدينة الخليل؛ وهي أكثر المناطق صراعاً تاريخياً من حيث الحرم الإبراهيمي الذي لم يستطع الاحتلال التمدد والتوسع فيه رغم وجود أكثر من ٤٠٠ مستوطن، و٢٠٠٠ جندي إسرائيلي في تلك المنطقة. 

وقال خواجا لِوكالة “نبأ”:” إن نتيناهو أول من اعترف في اكتوبر من عام ٢٠١٥ أن الضفة الغربية تحتضن انتفاضة أفراد؛ إلا أن اليوم توجد مجموعات في نابلس وجنين ومخيم عقبة جبر؛ وهذا يعتبر تطور كبير لما يجري في الضفة الفلسطينية ”.

وتابع خواجا، أنه كلما زاد الضغط اصبحت دائرة الانفجار أعلى؛ مشيراً أن الأداء الكفاحي الدقيق اليوم يعبر على أن العمليات خرجت من دائرة العفوية إلى الدقة والنجاح في تحديد الهدف بنتيجة. 

 واسترسل، إن الفلسطيني أمام واقع خطير والاحتلال يرى تلك الخطورة في ظل الكثافة السكانية الفلسطينية في تلك المنطقة؛ وبالتالي هو يحاول حصرها كي لا تدخل خط المواجهة وتصبح السيطرة عليها صعبة. 

ومن جهته؛ علق المختص في الشأن الإسرائيلي فارس الصرفند عن الحالة الإسرائيلية جرّاء عملية الخليل اليوم واصفاً الاحتلال بأنه بات يعيش حالة "ارتباك” جراء استمرار هذه العمليات وان الاعلام الإسرائيلي بات يحلل بأن الأوضاع ذاهبة نحو التصعيد الشامل؛ وأن عملية اليوم في الخليل مماثلة لعملية حوارة قَبل يومين؛ والمنفذ انسحب بهدوء مع فشل أجهزة الأمن الإسرائيلية بالتعقب الصحيح. 

وقال الصرفندي:” إن الإعلام الإسرائيلي منقسم بين مَن يرى أن تلك العمليات هي نتيجة التصرفات السلبية التي تقوم بها حكومة نتيناهو وسموتريش؛ وقسم آخر يرى أنها نتيجة التهاون، ويجب اتخاذ إجراءات أكثر شدّة مع الفلسطينيين؛ والتحريض على محاسبة المقاومين الفلسطينيين بالاعدام”

وتابع لِوكالة “نبأ”، أن هذا الانقسام نتيجة نجاح المقاومة الفلسطينية في بقاءها موجودة رغم كل التقنيات و الامكانيات لدى الاحتلال الإسرائيلي؛ وصولاً إلى فشل المنظومة الإسرائيلية انهاء ظاهرة المقاومة. 

وبدوره، المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أشار لِوكالة “نبأ” أن الإعلام العبري يعيش حالة ما بين الصدمة والمفاجئة من تكرار العملية وفي مدينة الخليل بالتحديد؛ وهذا ساهم في تحفيز الدعوات الاعلامية للانتقام وتشديد الاجراءات؛ وتجاهلهم أن تلك الأساليب تزيد من العمليات الفلسطينية. 

وتابع منصور، توسع بقعة المقاومة الفلسطينية لتصل إلى الخليل جعل الاعلام العبري يتحدي بتنبأ عودة العمليات في مدينة الخليل الهادئة نسبياً. 

ولفت منصور أن الكثير من المحللين السياسيين الإسرائيليين أدانوا العلمية؛ وطالبوا بتفعيل المنظومة الأمنية بشكلٍ صحيح؛ متجاهلين سبب رد الفعل هذا وما يقوم به المستوطنيين في الضفة الغربية.

وكالة الصحافة الوطنية