رام الله – نبأ :لم يكن افتتاح العام الدراسي الجديد، صباح الأحد، في مدارس الضفة الغربية المحتلة، لعشرات المعلمين، طبيعياً، بعد أن حضروا الى مدارسهم، وتفاجؤوا بقرارات نقلهم إلى مدارس أخرى؛ كعقوبةٍ على مشاركتهم في الإضراب الذي خاضه المعلمون لشهرين في أبريل الماضي.

ورصدت -نبأ- منشورات لمعلمينَ على حساباتهم بمواقع التواصل الإجتماعي، عبروا فيها عن رفضهم وغضبهم مما وصفوه بالنقل التعسفي لهم من مدارسهم، على خلفية نشاطهم النقابي والمطلبيّ، بينما تقول وزارة التربية والتعليم إن تلك التنقلات اعتيادية.

وقال المعلم صخر زهران، وهو أحد المعلمين الذين تسلموا كتاباً بالنقل لمدرسةٍ أخرى، إن المعلمين كان لهم مطالب، وبناءً على الإتفاق الذي بموجبه تم انهاء الإضراب الأخير، ووعد الجهات الضامنة بتنفيذ الاتفاق، ومن بين بنوده التعهد بعدم المسّ بأي معلم من المشاركين في الإضراب، لكننا تفاجأنا بقيام وزارة التربية باتخاذ قرارات نقل تعسفية للمعلمين، واصفاً ما جرى بـ"المجزرة".

وقال خلال مشاركته ومعلمين آخرين نقلتهم "التربية" إلى مدارس أخرى، إن مطالبهم واضحة، وهي العودة الى مدارسهم التي كانوا فيها، مشيراً إلى أنهم قدموا اعتراضات على نقلهم "التعسفي".

وأضاف أنه في حال عدم استجابة الوزارة لطلب المعلمين، فسوف يتخذ هؤلاء خطواتٍ تصعيدية، وقد تشمل الاعتصام في مقار التربية والتعليم، وحتّى اللجوء للإضراب عن الطعام والشراب حتى العودة لمدارسهك التي كانوا فيها قبل النقل.

ووصف معلم آخر خلال الوقفة، قرارات النقل "التعسفية" بأنها دمرت المعلمين مادياً ونفسياً، ولن يستطيع معها المعلمون القيام بواجباتهم التعليمية .

بينما قال المعلم جهاد نصار من مدرسة خربثا بني حارث بمحافظة رام الله والبيرة ، إن قرار نقله من مدرسته بعد خدمة لأكثر من 21 عاماً فيها، هو فاتورة من يطالب بحقه وحق أولاده.

من جهته، قال المعلم يوسف بطران من بلدة إذنا بالخليل، والذي تعرّض للنقل هو الآخر، إنهم تفاجؤوا بعدد كبير من المعلمين الذين تعرّضوا للنقل، مؤكداً أن النقل "تعسفي" وليس كما بررت "التربية" أنها تنقلات عادية.

واعتبر أن الوزارة مُصرّة على معاقبة المعلمين الذين عبّروا عن مطالبهم المشروعة من خلال الاضراب السابق، رغم التراجع عن الإضراب الذي كان مقرراً الشروع به مع بداية العام الدراسي الجديد .

في هذا السياق، دعا "حراك المعلمين الموحد" إلى المشاركة يوم الثلاثاء المقبل في اعتصامات احتجاجية أمام مكاتب التربية والتعليم، وذلك تمام الساعة 11:00 صباحاً وحتى 1:00 بعد الظهر؛ للاحتجاج على ما اسماها "سياسة التطهير العرقي" التي تمارسها الحكومة بحق المعلمين عبر مديريات التربية والتعليم، والمتمثلة بكتب النقل التعسفي "لاصطفاء بعض المدارس الموالية، لتتحول المديريات إلى مناطق نفوذ يسهل السيطرة عليها".

وأهاب "الحراك" عبر منصاته بمواقع التواصل الوقوف معه؛ "لكسر الظلم الواقع على الجميع".

وكان "الحراك" أعلن في بيان الجمعة عن حيث بإضراب تحذيري جزئي عبر إعطاء 3 حصص فقط ثم المغادرة لجميع المراحل ومن ضمنها التوجيهي، بحيث يستمر الإضراب بشكله هذا حتى نزوال الراتب عن شهر آب بداية شهر أيلول/سبتمبر.

واعتبر أن صرف الراتب كاملاً مع جدولة المستحقات المتأخرة ضمن جدول زمني محدد وإضافة العلاوات المتفق عليها مفتاحاً لتحفيف الفعاليات وإلا سيتم الصعيد بالإضراب الكلي واثبات الوجود للمعلمين ثم المغادرة.23:18