نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

" العملية الجديدة صاعقة لأجهزة أمن الاحتلال"

 "شارع الموت" في حوارة .. رعب للمستوطنين وللمسافة صفر كل القيمة

نابلس – نبأ: مرةً أخرى، تُعيد بلدةُ حوارة جنوب مدينة نابلس، نفسها الى صدارة مشهد المقاومة، على طريقة مقاوميها الخاصّة، وتؤكد مجدداً على أن الصفر في حسابات مقاتليها له كل الأهمية، فيما باتَ الشارع الرئيسي في البلدة، يمثل كابوساً بالنسبة للمستوطنين الذين يسلكونه للوصول إلى مستوطناتهم الجاثمة على أراضي المواطنين في قرى وبلدات المدينة.

فعلى مقربة من نفس المكان الذي نفذ فيه الشهيد عبدالفتاح خروشة عمليته في شباط/فبراير الماضي، وقتل إثنين من المستوطنين، انطلق مقاومٌ جديد، بمسدسٍ وبضع رصاصات، لتنفيذ عملية جديدة. 

كان مستوطنان "أب وابنه"، ينتظران غسل سيارتهما، في إحدى مغاسل السيارات، حينما وصل مقاوم بمسدس، وأطلق عليهما النار من مسافة صفر، ولم يغادر المكان إلا قبل أن تأكد من مقتلهما. وفق ما أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة في المكان والتي صدرها الجيش فور وصوله الموقع ونشر ما يريد منها .

وشكلت العملية الجديدة في حوارة، صدمة وصاعقة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خاصةً وأن الشارع الذي وقعت فيه العملية، يشهد تواجداً على مدار الساعة لقوات الاحتلال ودورياته العسكرية. 

وما يزيد الطين بلة بالنسبة لأجهزة أمن الاحتلال، هو فشل التقييم الميداني لجنود الاحتلال لما جرى، إذ لم يكتشفوا حقيقة العملية ولم يصلوا إلى مكان المستوطنين القتلى إلى بعد 25 دقيقة، وهو ما يؤكد وجود إخفاقٍ أمنيّ كبير للاحتلال. 

وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إنّ التقييم الأولي لعملية حوارة كان على أنها جريمة قتل لفلسطينيين من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 48، ما يبرر عدم وصول الجيش الى المكان، فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن المنفذ أطلق الرصاص تحت غطاء أصوات غسيل السيارات في حوارة. لذلك لم يسمع الجنود إطلاق النار ولم يصلوا للمكان.

عملية حوارة الجديدة، والتي لا زال منفذها حُراً طليقاً، وسط عمليات بحث وتمشيط بدأتها قوات كبيرة من جيش الاحتلال، تُضاف إلى 9 عمليات وقعت في بلدة حوارة منذ بداية العام الجاري 2023، أدت في مجموعها الى مقتل 4 مستوطنين، واصابة 12 آخرين، وكانت عملية الشهيد "خروشة" ابرزها.

وحول العملية، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيـق إنّ الاستنزاف والتوقيت والمفاجأة مثلت الرسالة الأمنية التي أرادتها المقاومة من هذه العملية، وهي تأتي رداً على الهجمات المسعورة لقطعان المستوطنين في الضفة، وكذلك اقتحام المسجد الاقصى المبارك، مشيراً إلى أن الجديد في هذا المشهد هو أن العملية نسفت تكثيف هجوم الاجهزة الامنية الفلسطينية على المقاومة بالضفة.

من ناحيته، قال المختص في الشأن الاسرائيلي إبراهيم الشيخ إن عملية حوارة البطولية تؤكد أن البلدة منطقة خصبة للمقاومين لتنفيذ العمليات، رغم انها ثكنة عسكرية، حيث يتواجد في كل 20 متراً دورية عسكرية، وينتشر الجنود في حقول الزيتون على جانب الشارع في البلدة، ويعتلون أسطح المنازل. 

 بينما قال الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي إنّ الاحتلال يفشل في كل مرة بالتصدي لعمليات المقاومة، رغم الاجراءات الأمنية التي يفرضها، وهو ما يعني بالمفهوم العسكري أن هناك حالة تحدي في اختيار ذات المنطقة لتنفيذ عمليات.

وبعد العملية، وصل رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي الى الموقع، وأجرى تقييماً أمنياً مع كبار قادة الجيش، فيما أوعزَ وزير الجيش يوآف غالانت لقواته وجهاز الشاباك "لزيادة جهودهم في العمليات الدفاعية" على الطرق والمستوطنات في الضفة الغربية، والقيام بكل ما هو ضروري للبحث عن المنفذ، متوعداً بالوصول إليه وتصفية الحساب معه.حسب تعبيره

وكالة الصحافة الوطنية