نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"كتيبة المخيم تؤرق الاحتلال"

 ما الذي تخشاه المنظومة الأمنية الإسرائيلية في مخيم عقبة جبر ؟! 

 أريحا – نبـأ: منذ الظهور الأول لــ"كتيبة مخيم عقبة جبر" جنوب مدينة أريحا، في شباط/فبراير  الماضي، لا تتوقف عمليات جيش الاحتلال الاسرائيلي في المخيم، ليلاً ونهاراً، في محاولةٍ لمنع توسع عمل الكتيبة العسكريّ، خاصة بعد اغتياله لمؤسسيها الآوائل، وخشيةً من انضمام مقاتلين جدد للكتيبة .

في ذلك التاريخ، أعلنت كتيبة مخيم عقبة جبر انطلاقة عملها خلال تصديها لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، وظهر مقاتلو الكتيبة بهيئتهم العسكرية، يمتشقون أسلحتهم، وبعضهم يضع عصبة كتائب القسام على رأسه، ويتنقلون بين منازل المخيم، خلال اشتباكاتٍ خاضوها مع القوات المُقتَحِمَة. 

وقبل ذلك الاقتحام، سبق لكتيبة عقبة جبر أن تبنت في بيان مصور ألقاه أحد أفرادها، لعملية إطلاق النار صوب مطعم للمستوطنين عند مفترق ألموغ بين أريحا والبحر الميت. 

بعد العملية وما تبعها من حصارٍ لمدينة أريحا، اغتال جيش الاحتلال في مخيم عقبة جبر في 6 شباط/فبراير، مجموعة من مقاتلي ومؤسسي الكتيبة، وهم: رأفت وائل عوضات، ومالك عوني لافي، وأدهم مجدي عوضات، وإبراهيم عوضات، وثائر عوضات، ليتبين بعد 10 أيام أن ثائر ما زال على قيد الحياة ويتواجد في أحد مستشفيات أراضي الـ48، فيما أصاب في عمليته آخريْن، هما حسن وعلاء عوضات، واعتقلهما، واحتجز جثامين الشهداء.

وفي حينه، أكد جيش الاحتلال أن المقاومين مالك ورأفت عويضات هما من يقفا خلف "عملية ألموغ" وعزَّز ذلك بصورة لهما التقطتها إحدى كاميرات الشارع العامة، وأنهم جميعا من أشقاء وأقارب من نفس العائلة والمخيم وقد شكلوا "كتيبة مخيم عقبة جبر" استعدادا لتنفيذ عمليات فدائية أخرى.

ومنذ بداية العام الجاري، ارتقى في مخيم عقبة جبر 11 شهيداً، كان آخرهم الشهيدان  محمد ربحي النجوم (25 عاما) وقصي عمر الولجي (16 عاما)، الذين ارتقيا خلال عملية عسكرية نفذتها قوات اسرائيلية خاصة في المخيم، وهدفت لاعتقال من تسميهم قوات الاحتلال بالمطلوبين، حيث دارت اشتباكات مسلحة مع مقاومين خلال الاقتحام. 

ويوصف مخيم عقبة جبر  بأنه حارس مدينة الأغوار الفلسطينية على مدار التاريخ، وتقدر مساحته بــ 650 دونما، ويبلغ عدد سكانه نحو 9904 لاجئين، حسب مركز الإحصاء الفلسطيني.

وبات مخيم عقبة جبر يشكل صداعاً مزمناً لأجهزة أمن الاحتلال الاسرائيلي، فبعد أن كانت مدينة أريحا حيث المخيم جنوباً، تعرف بأنها المدينة الأهدأ في الضفة الغربية المحتلة، خرج منها ما يقلق الاحتلال، وبرز اسم المخيم وكتيبته في الاعلام، على غرار ما يحدث في جنين ونابلس، وباقي المناطق التي تشهد ظهوراً لتشكيلاتٍ عسكرية جديدة. 

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي والمحلل علاء الريماوي إن جيش الاحتلال يصنف مخيم عقبة جبر على أنه "خطير للغاية"، حيث يتهم عدة مجموعات عسكرية تتكون في المخيم بتنفيذ عمليات ضد أهداف اسرائيلية، مبيناً ان الاحتلال يعزز عملياته العسكرية في المخيمات الفلسطينية التي بات تصنيفها منطقة نشاط قصوى .

بينما يرى المحلل السياسي محمد القيق أن الحالة النضالية في مخيم عقبة جبر وباقي المخيمات والمناطق التي تحتضن المجموعات المقاوِمَة، صفعة للجهود التي تجري الآن لوأدها، في مقابل معادلة جديدة تعززها المقاومة في الضفة .  

من ناحيته، قال صلاح السمهوري عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، إن مخيم عقبة جبر كباقي المخيمات مستهدف من الاحتلال الاسرائيلي، فمنذ بداية العام تتكرر فيه عمليات الاغتيال والاعتقال والعقاب الجماعي، مشيراً إلى وجود أكثر من 60 مصاباً بينهم من بُترت أطرافهم، إضافةً إلى اكثر من 120 أسيراً ، وعبر هذا تحاول قوات الاحتلال كسر ارادة الشبان الذين هم شعلة المقاومة في المخيمات.

وأضاف: "نحن أمام جيل لم يعش الانتفاضة الاولى ولا الثانية، وهو جيل لا مستقبل له، ولا رؤية أمامه، وبالتالي يعيش جيل اليوم حالة من الثورة العارمة ضد المحتل، خاصة في ظل الهجمة الشرسة وغير المسبوقة ضد كل ما هو فلسطيني في الضفة المحتلة".

وكالة الصحافة الوطنية