نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"إخفاق أمني كبير في ذروة الإستنفار" 

 كيف نَسَفَتْ عملية "تل أبيب" التكتيكَ العسكري الإسرائيلي وضربت المنظومة الأمنية في مقتل؟!

 جنين – نبأ: عبّرت أوساط إسرائيلية عن غضبها من الفشل الأمني الكبير الذي كشفت عنه عملية الشهيد كامل أبو بكر، في قلب مدينة "تل أبيب"، عصر السبت، حيث نسفت العمليةُ التكتيكَ العسكري الإسرائيلي القائم على أن يبادر جيش الاحتلال إلى البحث عن مطلوبين وتصفيتهم، إذ بادر المنفذ، وهو  مطارد منذ عام ونصف، وأحد مقاتلي كتيبة جنين، إلى تنفيذ عملية نوعية في ذروة استنفار الاحتلال.  

وأثارت عملية الشهيد "أبوبكر" تساؤلاتٍ عن كيفية نجاحه في الوصول من جنين إلى تل أبيب خاصةً وأنه لا يملك تصريحاً، ومطلوب لأجهزة أمن الاحتلال.

وارتقى كامل أبو بكر مساء أمس عقب تنفيذه عملية إطلاق نار في شارع “مونتيفيوري” الحيوي بمدينة تل أبيب، أدت لمقتل حارس أمن إسرائيلي. 

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي عزام أبوالعدس، إنّ كون الشهيد كان مطلوباً لأجهزة أمن الإحتلال الإسرائيلي، فهذا يعني انه كان يُفترض أن يكون قيد المتابعة الأمنيّة، إضافة إلى انه انطلق إلى تل أبيب من جنين فهذا يزيد الأمر سوءاً بالنسبة لمخابرات الإحتلال؛ نظراً لأن جنين مراقبة بكل وسائل المراقبة التقنية والبشرية على مدار الساعة، وبالتالي هذا يعني أن هناك كارثة أمنية أصابت جهاز "الشاباك" الإسرائيلي الذي يعكف الآن على فهم كيف حدث ذلك، وما هي الثغرة التي استثمرها منفذ العملية للوصول إلى تل أبيب. 

وعن مكان العملية، قال المختص إنه كان يبعد مئات الأمتار فقط عن شارع كابلان في تل أبيب، وهو الشارع الرئيسي الذي تنظم فيه التظاهرات ضد خطة إضعاف القضاء في دولة الاحتلال، و"الشاباك" لا يعرف حتى الآن إذا ما كان منفذ العملية ينوي التوجه إلى الموقع وتنفيذ عمليته في قلب المظاهرة الضخمة التي يشارك فيها عشرات الآلاف، لإيقاع عدد أكبر بكثير من القتلى الإسرائيليين، وأن ينسحب من بين الجموع. 

ورآى أنّ فكرة أن المنفذ كان ذاهب الى موقع المظاهرة وينوي استهداف المشاركين فيها، هي فكرة مرعبة للغاية لأجهزة امن الاحتلال، ستزيد عليها أعباء أمنية أكبر في تأمين هذه المظاهرات.

ولفت إلى أن الاعلام العبري تطرّق إلى فشل السلطة الفلسطينية في التعامل مع مخيم جنين، وكذلك مطالبة أوساط أمنية ويمينيّة إسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية واسعة جديدة أكبر في جنين، مهما تكون نتائجها. 

ورجّح المختص أن يكون الرد الإسرائيلي على عملية تل أبيب، عبر عملية اغتيال إسرائيلية، كون أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو غير مستعد الآن للدخول في عملية عسكرية واسعة بجنين . 

من جانبه، قال المختص بالشأن الإسرائيلي نزال نزال، إنّ الإعلام العبري من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين يتحدث عن فشل الأمن الإسرائيلي في معرفة نوايا منفذ العملية كامل أبو بكر، ونجاحه في الوصول إلى تل أبيب وتنفيذ عملية لا يمكن اعتبارها الا أنها ضربة في مقتل بالنسبة للأمن الإسرائيليّ.

وأضاف، أن المحللين العسكريين الإسرائيليين يطالبون أجهزة الأمن بتقديم تفسيرات عن كيفية بقيام مطلوب أمني بالوصول إلى تل أبيب وتنفيذ عمليته التي كانت ستؤدي إلى "مجزرة" لولا تصادف وجود حراس أمن يتبعون للبلدية العبرية واشتباههم فيه. 

وقال إنّ نتنياهو قد يستغل وحلفائه هذه العملية للتخفيف من التظاهرات التي تنظمها المعارضة ضد خطته لإضعاف جهاز القضاء.

وداهمت قوات الاحتلال منزل منفذ عملية "تل أبيب" كامل أبو بكر، في بلدة رمانة غرب مدينة جنين وأخذت قياسات المنزل، تمهيداً لهدمه.

وكان منفذ العملية "أبو بكر" يحمل وصيةً في جيبه مكتوب فيها بأنه أراد الثأر لهجوم المستوطنين على قرية برقة شرق رام الله أول أمس، ما ادّى لاستشهاد الشاب قصي معطان برصاص مستوطن من أتباع وزير ما يسمى الأمن القومي بحكومة الاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير.

وكالة الصحافة الوطنية