نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الثقافة المعرفية جزء من الوصول إلى التحرير 

 تُعد القراءة سبيلاً للإنارة الفكرية، حيث أنه وفي تقارير سابقة سجّلت ارتفاع نسبة القراءة لدى الشباب الفلسطيني خلال الأعوام الثلاثة الماضية، و المواضيع التي تتعلق بالقضية الفلسطينية وتضفي عليها طابع الثقافة المعرفية هي التي تتصدر الاقبال الأكبر.

في مقابلة أجرتها وكالة " نبأ" مع الكاتب والأسير المحرر وليد الهودلي: " قال إن الكتابة من الزاوية الوطنية مهمة جداً لتشكيل ثقافة تؤكّد وتعمّق الانتماء الوطني، الذي وصفه الكاتب بِـ " الصادق" للقضية الفلسطينية".

وأكد الهودلي، على أهمية القراءة في تعزيز الروح الوطنية، التي تساهم في إبقاء جذور القضية الفلسطينية ذات أثر كبير، وعبّر أن القراءة جزءً مهماً في تعزيز الانتماء. 

وعن مساهمة الكتب الوطنية في تغيير الواقع، يرى الهودلي أن من جرّب الأسر وعاش في خنادق الاشتباك مع المحتل هم أكثر قدرة على التعبير عن الاشتباك الثقافي مع المحتل، وبالتالي يصبح الواقع مُلاحظ كيفية تغيير الكلمات، وأكد على ذلك من خلال روايته "ستائر العتمة"
والتي طبعت كثيراً وأثرت على جيلٍ كبير، وذلك لملامستها للواقع .

ومن الجدير ذكره، أن رواية  "ستائر العتمة"، تحدثت عن مرحلة التحقيق التي يتحدَّد على إثرها كل شيء، وكانت في حالة "عامر" بطل روايتنا عبارة عن تسعين يوما من جولات التحقيق التي لا تنتهي، قبل أن تُختم الحكاية في النهاية بأعوام طويلة قضاها في سجن عسقلان. وعلى لسان "عامر"، يحكي لنا "الهودلي" روايته الواقعية، أو ربما سرديته، التي هي أقرب إلى مدونات أسير منها إلى رواية أدبية متكاملة.

على جانب آخر، تُعتبر هذه الرواية -أو السردية- "وثيقة مهمة تكشف أساليب المخابرات وما يمارسونه من قمع وتعذيب بحق المعتقلين داخل السجون"، وقد حاول الكاتب الأسير عبر قصته "رسم هذه الأساليب وتوضيحها بصورة بالغة الدقة والعمق… للمعتقلين الجدد الذين لم يسبق لهم تجربة الاعتقال، ولكل الذين لم يمروا بها".

خرجت "ستائر العتمة" إلى النور عام 2001، قبل أن تصدر منها الطبعة الأولى عام 2003 عن "المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي"، وهي تقع في 178 صفحة من القطع المتوسط، وتنقسم إلى خمسة فصول يشرح كلٌّ منها لونا من معاناة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال. وقد صدرت الرواية على جزأين؛ "تجربة الوعي" و"تجربة الإرادة"، وتعلَّق كل جزء بمرحلة اعتقال مختلفة في حياة "الهودلي"، الذي تعرَّض في المرة الثانية للمُساءلة حول الجزء الأول من روايته. فكيف وصفت الرواية ذلك؟ وما تفاصيل وقائع الإرهاب النفسي -قبل البدني- الذي تمارسه قوات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين؟

واسترسل ضيف " نبأ":" أن سباق قطار المعرفة الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم في كل عام، يجد الاقبال على الكتب الوطنية أكثر من باقي الكتب، وأن كتب غسان كنفاني كانت أكثر الكتب إقبالاً عليها من قِبل الطلبة، ويليها كتب الضيف " وليد الهولدي".

وأضاف، إن مستقبل الشباب الفلسطيني سيكشل زيادة ترسيخ للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى زيادة منسوب التضحية من أجل القضية، من حيث البدء في القراءة والوعي، للوصول إلى مستقبل قوي يسير نحو نيل حصة الأسد في الوصول إلى التحرير. 

وما دفع الهودلي للكتابة عن المواضيع الوطنية هو انتماءه للقضية، وأن عليه رسالة يجب تأديتها في خدمة قضيته وشعوره في تعزيز الروح الوطنية في قلوب أبناء الشعب.

ويعد وليد الهودلي، اديب فلسطيني وأسير محرر من مواليد مخيم الجلزون قضاء رام الله سنة 1960 ويرجع أصله إلى العباسية قضاء مدينة يافا وهو خريج معهد المعلمين في رام الله.

اعتقل الهودلي أول مرة عام 1979 على خلفية تشكيل مجموعة لمقاومة الاحتلال، وصدر بحقه قرارٌ بالاعتقال لمدة سنة، ثمَّ اعتقل مرة أخرى نهاية عام 1988 حيث وجهت له تهمة تشكيل خلية والتخطيط لخطف جندي إسرائيلي، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، وحُرم من رؤية عائلته بعد منع زوجته وأولاده من دخول فلسطين بحجة عدم حصولهم على الهوية الفلسطينية، ومُنع من السفر منذ اعتقاله حتى الآن. مارس الهودلي المطالعة المكثفة داخل السجن ونشط في إلقاء المحاضرات والدروس وخطب الجمعة، وركَّز على خلق حالة ثقافية بين المعتقلين قائمة على الانفتاح على التيارات المختلفة وتعزيز الحوار والتفكير الجماعي. اعتقل الاحتلال زوجته عطاف عليان وطفلته عائشة عام 2006 وبقيت الزوجة في السجن مدة 3 سنوات، واعتقل هو إداريا عام 2007 وأمضى 20 شهرا في الاعتقال الإداري، ثمّ اعتقل مجددا مرة أخرى عام 2017 لمدة 4 شهور.

بدأ الهودلي مشواره في الكتابة الإبداعية من داخل السجن ونشر مجموعة من المقالات السياسية والفكرية في الصحف والمجلات الفلسطينية، وبمرور الوقت أصبح قامة ثقافية فلسطينية لها مكانتها المتميزة بين الأسرى، وقد أصدر أولى أعماله الأدبية " ستائر العتمة " عام 2003 عن المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي وبيت الشعر، وقد لاقت الرواية قبولا كبيرا حتى أنها طبعت 11 مرة، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي.

وكالة الصحافة الوطنية