رام الله - نبـأ:
تتصدر العملياتِ الفدائية الفردية الساحة الفلسطينية وتتصاعد منذ مطلع العام الجاري، والتي كان آخرها عملية " تقوع" التي وقعت صباح أمس الأحد و أسفرت عن 3 مستوطنين، إصابة أحدهم بجراح خطيرة، قرب حاجز تقوع في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وهذا يُشير إلى تبني خيار المقاومة التي باتت تحتل قلوب الشباب الفلسطيني، دون اللجوء إلى التراجع خوفاً من عواقب العملية الفدائية.
في هذا الإطار، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث لِـوكالة " نبأ"، عن أنه كيف بات الاحتلال يخشى تصاعد العمليات الفدائية في كل فلسطين التاريخية ، مع المقاومة المسلحة في قطاع غزة، لافتاً أن الوضع العام يُشير إلى توتر الاحتلال وذلك لوصله لتلك المرحلة من فقدان السيطرة.
وأضاف منصور: " إن وجود التقدير " الإسرائيلي" الذي يشير إلى أن العمليات الفدائية آخذة في التنامي، مع ارتفاع فكرة تبنيها علنياً يساهم في خلق منعطف جديد، لافتاً أن ما بعد التبني باتت العمليات تتسم بالدّقة والجرأة أكثر من ما مضى، بالإضافة إلى ديمومتها".
وأشار منصور، أن استمرار العمليات الفدائية يخلق تحدٍ كبير داخل " المنظومة الأمنية الإسرائيلية" نتيجة ما توقِعُه من خسائر؛ وهذا ماظهر في الفترة الأخيرة، موضحاً أن العمليات التي تحدث فقط بإطلاق نار دون وقوع أي إصابات باتت شبه معدومة، بالإضافة إلى حالة فقدان الأمن وهذا بدروه يدخل حيّز المرحلة الحساسة داخل ما " إسرائيل"، في ظل التوتر القائم على منطقة الحدود في شمال البلاد المحتلة ووجود سلطة ضعيفة.
وأكد، أن في ظل وجود تلك الأسباب تبقى العمليات الفدائية الفتيل المشتعل لتشكيل شرارة لإندلاع مواجهاتٍ اوسع والوصول إلى تغييرات استراتيجية.
ويرى ضيف " نبأ"، أن العمليات الفدائية سابقاً واليوم تأتي بمنزلة التحدي والدفاع عن الأرض ولكن اليوم تختلف بأنها تأتي في مرحلة هشّة يعاني منها الاحتلال على كافة الأصعدة، بالإضافة إلى تنامي الدور المدروس لتلك العمليات، وبالتالي فإن تلك العمليات من الممكن أن تقود إلى تغيرات حاسمة.
ومن الجدير ذكره، أنه وفق أرقام كشف عنها "مركز المعلومات الفلسطيني معطى"، فقد ارتقى 206 شهداء في فلسطين منذ مطلع العام الجاري، خلال عمليات لجيش الاحتلال وهجمات نفّذها مقاومون، أو في أثناء مراحل الإعداد والتجهيز.
ونالت جنين الحصة الأكبر من عدد الشهداء، بواقع 64 شهيداً، تلتها مدينة نابلس بـ46 شهيداً، فيما احتلّت غزة ثالثاً بـ37 شهيداً، ومدينة رام الله رابعاً بـ11، والخليل خامساً بـ10 شهداء، إلى جانب 8 شهداء في القدس المحتلة، كذلك، ارتقى 6 شهداء في طولكرم، و4 في كلّ من قلقيلية وبيت لحم، و2 في كلّ من طوباس وسلفيت، و3 في الأراضي المحتلة عام 1948.
في المقابل، كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن عدد القتلى "الإسرائيليين" جراء العمليات الفدائية، مشيرةً إلى وقوع 28 قتيلاً في هجمات إطلاق نار ودهس وطعن منذ بداية العام.
وخلال الشهر الحالي افتتح المقاومون النصف الثاني من العام الجاري، في اليوم السادس، بعملية في مستوطنة "كيدوميم"، أدّت إلى قتل جندي "إسرائيلي"، ليرتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 28، بينما لا يزال يرقد خمسة مصابين في مستشفيات الاحتلال، سقطوا خلال العمليات السابقة، وقد يعلن عن وفاة بعضهم في أيّ وقت.