نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"جنين أصبحت تحظى باهتمام محلي ودولي"

 أبعاد زيارة الرئيس محمود عباس لمدينة جنين ومخيمها

 

جنين - نبأ - علا مرشود

اهتمام رسمي وشعبي بمدينة جنين ومخيمها في هذه المرحلة لكونها أصبحت نموذج وظاهرة لمقاومة الاحتلال، لذلك من الطبيعي ان يقوم بزيارتها على المستوى الرسمي بدء من رؤساء البلديات وصولًا الى الرئيس. 

لكن المثير للاهتمام هذه المرة هو أن الرئيس الفلسطيني ابو مازن لم يعتد ان يتجول في مدن الضفة الغربية في مختلف الظروف فآخر زيارة له لمدينة جنين كانت في العام 2012 أي قبل 11 عامًا، وزياراته لمدن الضفة تعد على الاصابع. 

يقول المحلل السياسي أيمن يوسف لـ"نبأ"، أن زيارة الرئيس ابو مازن الى جنين اليوم تأتي في سياقات العدوان الأخير الذي تم على المدينة والمخيم من قبل قوات الاحتلال، وأضاف الى ذلك أهمية إعادة الإعمار وحالة الغضب الرسمي والشعبي التي تلف الحدث.

ووصف يوسف الزيارة "بالزيارة التقبلية" فمدينة جنين أصبحت الآن مركز اهتمام ليس فقط محليًا بل ودوليًا بالتالي اصبح ترتيب اوراق السلطة ضروريًا فيها. 

وذكر يوسف أن الكل يدرك أن "إسرائيل" أسهمت في إضعافها في المرحلة الأخيرة من خلال سياسة الاقتحامات وسياسة الإغلاقات وسياسة الاعتقالات والقتل المتعمد التي تمارسه قوات الاحتلال ليس فقط في جنين وإنما في كل الأراضي الفلسطينية. 

وأشار المحلل السياسي أيمن يوسف إلى أن هذه الزيارة أيضا تفقدية من حيث مدى درجة ضبط السلطة للأوضاع في جنين وفي منطقة المخيم، لذلك تحاول هذه الزيارة ربما إرساء قواعد اشتباك جديدة مع الاحتلال وربما أيضا إرساء قواعد جديدة مع القانون نتيجة حالة الفوضى وعدم الانضباط الموجودة.

وعن محاولة إحكام القبضة الأمنية على جنين من خلال هذه الزيارة خاصة وأن أبو مازن يرافقه 1000 جندي من حرس الرئيس قال يوسف: "الملف الأمني ملف حساس جدا في الحالة الفلسطينية التي سبقت بالمخيم وفي باقي الأراضي الفلسطينية ومن غير المنطقي أن يتم مناقشة هذه الملفات في هذه المرحلة لوجود مقاومين في منطقة المخيم". 

ولفت إلى احتمالية ترتيب الأوضاع على الأقل في القضايا المدنية وفي القضايا التي تمس حياة الناس واستبعد أن يتم السيطرة الأمنية المباشرة داخل المخيم بإرسال قوات الأمن الوطني أو حرس رئاسي وعقب: "في هذه المرحلة ربما حتى السلطة معنية بهذه الحراكات الميدانية كون لا يوجد مفاوضات ولا روافع للمفاوضات وبالتالي تصبح هذه الزيارة للتشديد على أهمية الحراكات الميدانية والعمل الوطني". 

ومن جهته المحلل السياسي والباحث سليمان بشارات يرى أن هذه الزيارة تأتي ضمن بعدين رئيسيين، الأول هو أنه هناك خشية وإدراك من صانع القرار السياسي الفلسطيني ومن الرئاسة الفلسطينية ومن قيادة السلطة الفلسطينية بأن مخيم جنين بالتحديد كنموذج في الضفة الغربية يمكن أن يشكل حالة إلهام لباقي التجمعات في الضفة الغربية التي تخرج عن إطار السيطرة السياسية تحت السلطة الفلسطينية.

وبالتالي فإن هذه الزيارة هي محاولة لمنع هذا الأمر، حتى لا تكرر نموذج قطاع غزة في الضفة الغربية في موضوع الخروج أو حالة الإنفراد أو حالة الابتعاد عن الهيكل السياسي التابع للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية حسب بشارات 

أما البعد الثاني فلفت بشارات إلى أن هذه الزيارة تأتي في أعقاب ما جرى في مخيم جنين من عملية عسكرية وردة فعل الشعب الفلسطيني أو المواطنين الفلسطينيين في استقبال وفد حركة فتح، الأمر الذي دق ناقوس لدى حركة فتح بأنها بدأت تفقد السيطرة الميدانية وأن الفجوة بدأت تتسع بينها وبين الشارع. 

 وبالتالي يقول بشارات لنبأ جاءت هذه الزيارة لمحاولة إعادة الثقة لحركة فتح في الميدان وبالتالي إعادة دورها أو مكانتها الشعبية ولهذا السبب جاءت زيارة الرئيس بالتحديد كون الرئيس أو شخصية الرئيس من الشخصيات التي يمكن أن يكون لها حضور وعدم خلاف على حضورها ووجودها في مخيم ومدينة جنين هي مسارعة وإدراك حتى لا تفقد حركة فتح مزيدا من العمق الشعبي والجماهيري في الضفة الغربية. 

وكالة الصحافة الوطنية