رنيم علوي - نبــأ:
"إذا كل إم بدها تضب ابنها مين بده يدافع؟ وهي لبستله ثوب لأنه اليوم عرسه"، " "كان في عرس لإبن عمه اليوم، والعرس صار عُرسين"، " كان بحب الوطن"، بهذه الكلمات تحدثت والدة الشهيد صالح عَبد الجواد لـ "نبأ"، ابن الـ " 24" عاماً من قرية أم صفا شمال رام الله، اختارته رصاصات الاحتلال لينال الشهادة.
وهكذا تحدثت عائلته وأصدقائه عنه..
يقول ابن بلدته الناشط أحمد العاروري "كان الشاب عبد الجواد صالح في غداء عرس يساعد في توزيع الطعام، على عادتنا في القرى، لكنه سمع عن مواجهات في أم صفا ففزع إلى الواجب الأكبر حيث قضى شهيداً … المجد للصادقين البسطاء الذين هم عصب حياة هذه الأمة"
انطلقت مسيرة يوم الجمعة الماضية من قرية أم صفا احتجاجاً على إقامة بؤرة استعمارية رعوية على أراضي أهالي القرية، وجاءت بدعوة من مجلس البلدية، وبمشاركة حاشدة من كادر هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
بدأت المسيرة بعد إقامة صلاة الجمعة والصلاة في ساحة المجلس رغم تحويل المكان لثكنة عسكرية في وسط البلدة ومحيط المجلس، استطاع المشاركين الوصول للبؤرة رغم منع قوات الاحتلال لهم، وإطلاق قنابل الصوت والغاز على المنازل.
وبعد انتهاء المسيرة؛ تحولت أول البلدة إلى مواجهات، حيث أصيب الشاب عبد الجواد في الصدر؛ بعيار ناري من جنود الاحتلال نقل على إثر ذلك إلى مستشفى الاستشاري، وبعد أقل من ساعة ارتقى شهيداً.
فمن هو عبد الجواد، وكيف هي علاقته مع أهالي بلدته، وما هي أحلامه؟
صديقه وأبن بلدته المواطن فؤاد العاروري وصف الشهيد بالإنسان البسيط المُحب للخير أينما ولى وجهه، وقال : " إن عَبد الجواد إنسان بسيط، خرج من عائلة بسيطة أيضاً، وهي محبوبة من قِبل أهالي البلدة".
وتابع العاروري أن الشهيد عَبد الجواد كان يعيش مثله مثل باقي أبناء جيله وبلده، يحلم بالعيش بِ سلامٍ وحبٍّ وأن يكوّن عائلة صغيرة، وأشار أنه تميز بإنخارطه المُلاحظ في علاقاته مع أبناء بلدته وحتى خارج البلدة أيضاً، بالإضافة إلى حبّه إلى تقديم المساعدات حيث وصف ذلك بأنه " خدوم و يقف مع الناس، و لما تحتاجه بتلاقيه "، وبعيد عن المشاكل الاجتماعية.
واسترسل العاروري لِـ وكالة " نبأ": " عِند تَلقي أهالي القرية خبر إصابة عًبد الجواد انعكس ما كان يقدمّه عليه، فهب أهالي البلدة إلى مكان مكوث الشهيد قبل استشهاده للتبرع بالدم؛ نظراً لحاجته في ذاك الوقت إلى الكثير من الدماء، وبكلِّ حزن ومزيج بالفخرانهى الضيف جملته قائلاً " إلا أنه في نهاية المطاف استشهد، والحمدلله هذا نصيبه"".
ولفت، أن البلدة كانت تتهيأ في تلك الساعة إلى إقامة حفلين زفاف، واحتراماً وحبّاً له ولعائلته ألغي الحفل على كلا الأطراف، وموضحاً أنه منبثق من عائلة وطنية، وأن أعمامه وأولاد عمومته تعرضوا للاعتقال".
وأردف، مثل هذه العائلة يجب أن تكرّم،فـ لعبد الجواد ابن عمٍ في الـ 20 من عُمره، اعتقل قبل عِدّة أشهر بعد مطاردة قوات الاحتلال له لمدة طويلة.
ومن الجدير ذكره، أن حركة حماس زفت شهيدها المجاهد عبد الجواد صالح من قرية عارورة، والذي ارتقى بنيران قوات الاحتلال عصر الجمعة في قرية أم صفا شمال رام الله.
وأكدت الحركة أن مقاومة الشعب مستمرة وقادرة على الدفاع عن أهله وأرضه ومقدساته، مؤكدة أن على الاحتلال معرفة أن تصعيد مجازره لن يجلب له أمناً ولا استقراراً، بل سيزيد الشعب الفلسطيني إصراراً على مقاومته حتى دحره عن أرضه ومقدساته.