جنين – نبأ:
كان الاجتياح الذي بدأه جيشُ الاحتلال الاسرائيلي في ساعات الليل، لمدينة جنين ومخيمها، متوقعاً، بالنظر إلى التهديدات الإسرائيلية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، والتي طالبت بشنّ عملية عسكرية واسعة للقضاء على معاقل المقاومة هناك، خاصةً بعد كمين العبوات الناسفة الذي وقعت فيه خلال اقتحام مخيم جنين في الـ19 من حزيران الماضي، ما ادى لإعطاب عدد من ناقلات الجند، وإصابة 7 جنود بجروح متفاوتة الخطورة .
وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، استشهد ثمانية مواطنين، وأصيب 50 آخرون بينهم 10 بجروح خطيرة في عدوان الاحتلال على جنين
ورجحت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع الحصيلة "بسبب وجود إصابات حرجة"، فيما سجلت عشرات الإصابات جراء العدوان الذي بدأه جيش الاحتلال بشنّ غارات بالطائرات على عدّة أهداف ليلاً.
وبينما تستبسل فصائل المقاومة في صدّ الاجتياح الأوسع لمخيم جنين، منذ اجتياح منذ 2002، قال جيش الاحتلال إنه سيواصل "نشاطه" في جنين كلما تطلب الأمر حتى إحباط ما اسماها "التهديدات الإرهابية".وفق زعمه
وأوصلت المقـــاومة في غزة رسالة لأطراف دولية بضرورة وقف العدوان فورا على جنين، وأبلغت الأطراف بأنه إذا لم يوقف الاحتلال عدوانه فإن الأوضاع مرشحة لتصعيد واسع.وفق ما نقلت قناة الجزيرة القطرية
وقال المحلل السياسي أيمن يوسف من جنين، إن التوقعات تشير إلى أن العملية التي شنّها جيشُ الاحتلال في جنين قد تستغرق 3 أيام، معتبراً أنه ليس من المصلحة الاسرائيلية أن تستمر العملية إلى فترة أطول من ذلك، نظراً لأن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة .
وأضاف أنّ هناك مؤشرات ميدانية تؤكد أن المقاومة ما زالت قوية، والمقاومون يواصلون التصدي للاجتياح، كما أن الأهداف التي أعلنها جيش الاحتلال بالوصول إلى المقاومين، ومعامل تصنيع العبوات الناسفة، لم تُستنفذ بعد.
وأشار إلى ان التصريحات الاسرائيلية توحي بأن العملية في جنين لن تأخذ فترة طويلة، كما أنّ دولة الاحتلال لا تريد أن تجلب نقداً دولياً لها إثر هجومها الدموي، ووضعت العديد من الدول في صورة الهجوم، كما أن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، توترت علاقاتها مع عديد الدول بما فيها الولايات المتحدة، ورصيدها الداخلي والخارجي يكاد يكون ضئيلاً جداً، وعليه فإن أي نكسة للعملية العسكرية في جنين، ستولد الكثير من الضغط والانتقادات حتى داخل المجتمع الاسرائيلي نفسه .
وبيّن أن السياقات والتوقيت المتعلق بهذا الاجتياح مختلفة عن اجتياح مخيم جنين عام 2002، إذ تحاو ل دولة الاحتلال اليوم الاستفراد بالمخيم، موضحاً أن أي حدث غير متوقع في جنين، أو عملية في الضفة، أو حتى إطلاق صواريخ من قطاع غزة، سيقلب السيناريوهات رأساً على عقب.
وعن احتمالية دخول ساحات إخرى لإسناد جنين، قال المحلل السياسي إنّ احد السيناريوهات يعتمد على سلوك جيش الاحتلال في مخيم جنين، إذا ما ارتكب مجزرةً بحق المدنيين، ويعتمد أيضاً على ردة فعل المقاومة سواء في جنين أو خارجها (غزة)، وهنا تكون احتمالية لدخول جبهات جديدة على الخطّ، وهو ما لا تتمنى حدوثه "اسرائيل".
وأضاف أن هناك عوامل ذاتية وموضوعية كثيرة، تجعل من قضية صمود المقاومة في جنين أمراً واقعاً، أهمها أن هناك التحاماً بين المقاومين، إضافة إلى الحاضنة الشعبية للمقاومين، ناهيك عن تضاريس المخيم التي تساعد المقاومين على التخفي عن طائرات الاحتلال، مشدداً على أهمية التضامن وخروج الناس إلى نقاط الاشتباك لرفع معنويات المقاومين .
وأكد على أن أهمية حالة المقاومة الحالية في جنين، أنها اعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية ووضعوها على ساحة الاهتمام الدولي، وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى حالة تضامن أوسع .