جنين - نبـأ:
منذ منتصف الليلة الماضية يواصل الاحتلال عمليته العسكرية على مخيم جنين والتي أطلق عليها "البيت والحديقة"، ساعات على بدء العملية ارتقى خلالها عدد من الشهداء وأصيب آخرين لم تتمكن الطواقم الطبية من احصاء عددها بشكل دقيق.
في آخر تصريح لوزارة الصحة أعلنت فيه ارتفاع حصيلة شهداء جنين إلى8، إضافة إلى شهيد البيرة ما يرفعه الحصيلة إلى 9، و تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة وتواصل العدوان، حيث عقب مدير مستشفى جنين الحكومي: "منذ العام 2002 ؛ لم نستقبل هذا القدر من الإصابات الخطيرة".
ومن الجدير ذكره أن الاحتلال يعرقل عمل الطواقم الطبية، ويمنع مركبات الإسعاف من دخول مخيم جنين لنقل وإخلاء الإصابات حتى هذه اللحظة، كما اعتدت أيضًا على الطواقم الصحفية وحاصرت عدداً من الصحفيين خلال تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي على مخيم جنين.
وقال شاهد عيان من مخيم جنين: "الاحتلال ألقى قنابل الغاز على المستشفى وعلى المنازل والصواريخ استهدفت منازل المدنيين والجيش اقتحم منازل الابرياء والعزل، وليس بيدنا ما نفعله سوى القاء الحجارة".
ونتيجة لقطع الاحتلال الكهرباء والانترنت وتشويش الاتصالات على مخيم جنين والمنطقة الغربية من المدينة، يواجه الاهالي والصحفيين صعوبة في التواصل مع العالم الخارجي ونقل ما يجري داخل المخيم، في حين أرسل الصحفي عميد شحادة مراسل التلفزيون العربي الذي استهدف برصاص الاحتلال بشكل مباشر تسجيلًا صوتيًا يقول فيه: "نحن محاصرون داخل منزل وننتظر الصليب الأحمر أن يخرجنا من مخيم جنين بعد أن استهدفنا الاحتلال بشكل مباشر بما يقارب عشر رصاصات أصابت الكاميرا وجهاز والبث".
لم يستطع أحدًا من سكان مدينة جنين ومخيمها النوم إطلاقًا هذه الليلة فهذا الاقتحام يختلف عن ما سبقه من اقتحامات، حيث بدأه الاحتلال بالقصف المباشر لعدة اهداف ولا زال القصف مستمرًا حتى اللحظة.
وحسب مصادر محلية فإن قناصة الاحتلال تنتشر على أسطح المنازل في المخيم وما حوله وتستهدف كل من يظهر أمامها من مدنيين وصحافة وطواقم طبية.
وتناقلت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي صورًا مختلفة تظهر حجم الدمار الذي حل بمخيم جنين إثر اعتداء الاحتلال المتواصل على المخيم الذي استخدم آليات لتدمير وتجريف شوارعه وبنيته التحتية.
وعلى المستوى الرسمي قالت مصادر صحفية أن الرئيس محمود عباس يترأس اجتماعا عاجلا، لبحث تصعيد العدوان الإسرائيلي على جنين، مساء اليوم.
ومن جهته الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قال إن حكومة الاحتلال تقوم بجريمة حرب جديدة في جنين ومخيمها، "وكل هذه الجرائم التي ترتكبها مع مستوطنيها الإرهابيين لن تحقق الأمن والاستقرار لهم، ما لم يشعر به شعبنا الفلسطيني".
فيما عقبت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة على العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين: "المقاومة بكل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم، وندعو المقاومين للاستعداد للرد على العدوان".
وبدورها أكدت حركة "حماس" في بيان لها أنّ عدوان الاحتلال على جنين سيفشل، وأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يتحملون مسؤولية ما يجري، وأن الاحتلال لن يستطيع حسم المعركة ضد المقاومة، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله.
وفي السياق نفسه حملت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذا العدوان وأكدت أن العدوان على جنين لن يحقق أهدافه، وستبقى جنين عنواناً للصمود.
وعقبت حركة فتح: "العدوان الإسرائيلي على جنين لن يثنينا عن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى انتزاع حريته واستقلاله".