جنين – نبأ:
وسط تحليقٍ مكثفٍ لطيران الإستطلاع، وطائرات الأباتشي، نفذت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيليّ، عصر الخميس، اقتحاماً محدوداً لأطراف مدينة جنين، شمال الضفة المحتلة، استمرّ لحوالي ساعة.
وأفاد شهود عيان، أنّ صافرات الإنذار أطلقت في مخيم جنين، وأعلنت حالة استنفار في صفوف المقاومين، الذين ذكرت مصادر محلية أنهم اتبعوا تكتيكاً أمنياً جديداً خلال الأيام القليلة الماضية، عبر الاختفاء شبه التام في المخيم، رافق ذلك نصب شوادر بلاستيكية فوق المخيم، لإفشال مهامّ طائرات الاحتلال في التصوير، أو محاولاتها لتنفيذ عمليات اغتيال .
ومنذ ساعات صباح الخميس، رصد المواطنون أعداداً كبيرةً من طائرات الاستطلاع تحلق على ارتفاعٍ منخفض في سماء جنين ومخيّمها، وكانت التوقعات أنّ هذه الطائرات دخلت الأجواء قبيل اقتحام كبير لقوات الاحتلال، أو أنها تجمع بنك أهداف جديد إستعداداً لعملية عسكرية محدودة تستهدف المقاومة في المخيم.
وعصراً، تأكد ما توقعه المواطنون في جنين، فقد اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال أطراف مدينة جنين، وتمركزت في شارع حيفا، دون الوصول إلى وسط المدينة أو المخيم، فيما أجرت جرّافة عسكرية رافقت القوة، تجريفاً في أحد الشوارع، فيما يبدو لإبطال مفعول عبوة ناسفة. وفق زعم مصادر عبرية
وكان لافتاً أن هذا الاقتحام كان حذراً للغاية من جانب آليات الاحتلال، ويبدو أن السبب في ذلك يعود إلى الخوف من وقوع دوريات الاحتلال في كمين جديد، مشابه لكمين العبوات الناسفة الذي أوقعت فيه المقاومة آليات عسكرية اسرائيلية قبل أيام خلال اقتحامها جنين، وأعطبت عدداً منها، وأصابت 7 جنود بجروح متفاوتة، وهو الأسلوب الذي بات الاحتلال يخشى وقوعه في أيّ توغل جديد ينفذه.
وأشارت المصادر إلى أنّ هذا الاقتحام قد يكون لاستدراج المقاومين في ظل التحليق المكثف للطائرات المسيرة وبعضها "انتحاريّ"، بهدف تنفيذ عملية اغتيال جديدة، على غرار اغتيال المقاومين الثلاثة (صهيب الغول وأشرف السعدي ومحمد عويس) قرب حاجز الجلمة قبل 9 أيام، أو أنه محاولة لمنح فرصة لقوات المستعربين للتسلل إلى جنين أو مخيمها.
ويواجه الاحتلال منذ عامين مقاومة مسلحة عنيفة في أي عملية اقتحام ينفذها لمدينة ومخيم جنين الذي لم يتمكن طيلة تلك الفترة من الوصول إلى قلبه، واقتصرت عملياته عند أطرافه، بسبب استبسال المقاومين في صدّ الاقتحامات، وإدخالهم مؤخراً عبوات ناسفة مطوّرة وكبيرة الحجم.
وبسبب تصاعد عمليات المقاومة في جنين، ازدادت المطالبات الاسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة للقضاء على معاقل المقاومين فيها، وسط تحذيراتٍ من تنفيذ هجوم غادر من الجو والبرّ يستهدف المقاومة في المدينة والمخيم.