نابلس – نبأ:
اعتبر مختص في شؤون الإستيطان، أن ردّات الفعل الرسمية من جانب السلطة الفلسطينية، على الهجمات الإرهابية التي يشنها المستوطنون على الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية المحتلة، تكشف عن هُوّة بين السلطة والمواطن.
وأضاف المختص في شؤون الإستيطان، عبدالهادي حنتش لــ"نبأ"، أنّ المواطن الفلسطيني هو الذي يقوم بالتصدي للمستوطنين، وهذا يتطلب استراتيجياً وسياسياً بأن يكون هناك قرار من السلطة الفلسطينية، يجبر دول العالم أجمع لكي تأخذ واجبها، بوقف ارهاب المستوطنين بحق الفلسطينيين، معتبراً أنّ بيانات الشجب والإدانة "لا تُسمن ولا تُغني من جوع"، مشدداً على وجوب أن يكون للقيادة موقف حازم، يدفع دول العالم للتحرك.
وتعليقاً على اعتداءات المستوطنين الأخيرة، قال حنتش "نحن نعيش الآن نفس الظروف، التي كانت سائدة في فلسطين عام 1948، عندما كانت المنظمات الصهيونية مثل "الهاغاناة" و"شتيرن" و"الارغون" وغيرها، تمارس هذه الأعمال الإرهابية تماماً بحق الفلسطينيين آنذاك، وهؤلا المستوطنين الذين يشنون هجماتهم العدوانية اليوم على الفلسطينيين هم أحفاد و أبناء لقادة وعناصر تلك المنظمات الصهيونية، وربما يكون هناك مستوطنون آخرون شكلوا منظمات إرهابية جديدة بمسميات مختلفة، لكن الهدف لم يتغير على الإطلاق".
وأكد أن حكومة الاحتلال لا تُحرك ساكناً إزاء هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في كل المناطق الفلسطينية، بل يقوم الجيش بحراسة المستوطنين ويؤمن لهم الحماية وهم يمارسون أعمال العربدة والعنف، مشيراً إلى أن هناك خطة لإطلاق يد المستوطنين في الضفة الغربية، كما أنّ لديهم ضوءاً أخضر لكي يقوموا بهجمات عنيفة دون أن تمنعهم حكومتهم .
ومنذ يوم الثلاثاء، تشهد عدة قرى وبلدات فلسطينية تحديداً في مدينتي نابلس ورام الله، هجمات إرهابية عنيفة من قبل عصابات المستوطنين، تسببت بحرق وتكسير عشرات السيارات والمنازل، واستشهاد شاب وإصابة أخرين خلال التصدي للاعتداء على ممتلكاتهم.
في ذات الإطار، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، أن ما لا يقل عن 7 بؤر استيطانية أقيمت في مناطق الضفة الغربية منذ العملية التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي عند مستوطنة عيلي بين مدينتي نابلس ورام الله وأدت لمقتل 4 مستوطنين، ونفذها الشهيدان القساميان مهند شحادة وخالد صبّاح، من بلدة عوريف جنوب نابلس.
وبينت الصحيفة، أن هذه الخطوة من المستوطنين نفذت بعلم من المستوى السياسي بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجاءت هذه الخطوة في ظل إعلان نتنياهو عن بناء 1000 وحدة استيطانية في مستوطنة عيلي، وبعد أيام من المصادقة على خطط لبناء 4500 وحدة استيطانية، رغم الانتقادات الدولية الشديدة.
لكنّ المختص "حنتش" رآى إنّ القول بأنّ موافقة نتنياهو على 1000 وحدة استيطانية جاءت كرد على عملية "عيلي"، غير واقعي؛ لأنّ هناك مشروع استيطاني مدروس بشكل كبير، لكن تم الإعلان عن الموافقة بعد العملية لتتلاشى حكومة الاحتلال الانتقادات الدولية، ولتقول للعالم إنها لم تكن تنوي البناء الاستيطاني لولا هذه العملية. حسب زعمها.
وبيّن أن لدى "نتنياهو " خطة لبناء 200 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية على مدار سنتين، وجلب نصف مليون مستوطن، للعيش في تلك المستوطنات.