نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

رغم تعقيدات العمل العسكري في الضفة عملية "عيلي" تجدد وتكرّس المقاومة

 الضفة الغربية - نبأ - علا مرشود

سجلت العملية التي وقعت بالقرب من مستوطنة عيلي بالأمس وقتل خلالها أربعة مستوطنين وأصيب أربعة آخرين تقدمًا نوعيًا في المقاومة بالضفة، نفذ العملية مقاومان من كتائب القسام هم مهند شحادة وخالد صباح من عوريف شمال الضفة الغربية.

 تأتي هذه العملية بعد يوم واحد فقط من إعلان القسام أن رجالها أوقعوا جيش العدو في كمين محكم في جنين.

وفي تحليل المستجدات والوضع الراهن يقول الباحث والمحلل السياسي ساري عرابي لـ"نبأ"، أن هناك حالة من التكرس لهذه المقاومة بالرغم من كل هجمات الاحتلال وبالرغم من عملية كاسر الأمواج ومن كل الظروف الصعبة والقاسية التي تعاني منها المقاومة في ساحات الضفة الغربية وتعقيدات العمل العسكري فيها.

ويشير عرابي إلى أنه كلما بدا أن مشهد المقاومة قد خبى كلما صعد من جديد كما لوحظ يوم اقتحام مخيم جنين الأخير بتفجير العبوات في كمائن لدوريات الاحتلال الاسرائيلي التي حاولت اقتحام مخيم جنين وكما كان واضح أيضًا في العملية التي حصلت عند مستوطنة "عيلي" شرق مدينة رام الله.

ويضيف خلال حديثه لنبأ أن حالة تجدد وتكرس المقاومة توقع الاحتلال الإسرائيلي في إرباك واضح يؤدي الى تعقيد حسابات الاحتلال الإسرائيلي وهو جوهريا لأسباب سياسية وأمنية لا يرغب في ما يسميه بعملية واسعة في الضفة الغربية أو تجديد أدوات الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي هاجم فيها الفلسطينيين في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ويهدف الاحتلال بذلك، حتى لا يشرك عدد أكبر من الجماهيرفي المشهد وحتى لا تندمج الجماهير شعوريا في مشهدية المقاومة من جهة وحتى لا تتضرر ما يسميه الاحتلال بالبيئة السياسية والأمنية في الضفة الغربية من جهة أخرى ولا سيما حتى لا تؤدي عمليات من هذا النوع الى إحراج أو إلى إضعاف السلطة الفلسطينية حسب عرابي.

 وذكر عرابي أيضًا، أن تصاعد هذا النمط من العمل المقاوم يربك الاحتلال إلى حد كبير الأمر الذي أدى واضطر الاحتلال إلى استخدام الطائرات العمودية المروحية من جديد في استهداف المقاومين.

 وعقب عُرابي: "رغم كل محاذير الاحتلال، من الواضح تماما أنه قد يضطر الى استخدام أدوات أوسع مثل الطائرات ومثل القصف من بعيد وعمليات الاغتيال المكشوف وربما توسيع الهجمات والاقتحامات وتشديد الحصار على بعض المناطق بشكل اكبر".

ومن جهته المختص بالشأن الإسرائيلي عبدالعزيز صالحة يرى أن أهمية هذه العملية تكمن في عدة أمور أولها فشل أمني واستخباري لجيش العدو رغم الانتشار الكبير وحالة اليقظة لجيش العدو في الضفة الغربية.

ثانيا أن المنفذين ينتمون لتنظيم ملاحق ومتابع بشكل كبير ومحاصر من كل الاتجاهات، وثالثا أن القتلى ينتمون إلى اليمين المتطرف الذي له تاريخ أسود في الاعتداءات على الفلسطينيين.

 ويضيف صالحة أن هذه العملية تأتي بعد عملية قتل وإعدام نفذتها الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين،  في إشارة واضحة لتنامي قوة المقاومة والتفاف الشارع الفلسطيني حول المقاومة. 

 وأشار أيضًا إلى أن هذه العملية خلقت جدلًا واسعًا لدى الاحتلال عن جدوى العمليات والاقتحامات التي تجريها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية،  حيث طالب البعض بوقف هذه العمليات لأنها تجلب لهم الموت، بالمقابل طلب متطرفون وسياسيون اسرائيليون بعمل حملة عسكرية واسعة في الضفة الغربية لإنهاء العمل المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية.

وختم صالحة بقوله: "ما زالت حكومة نتنياهو تتخبط بقراراتها وتصرفاتها، حيث يبتزها اليمين المتطرف والذي لن يجلب لمستوطنيه سوى الموت".

 

وكالة الصحافة الوطنية