شوق منصور - نبــأ:
تلقت المنظومة الأمنية "الإسرائيلية" خلال اليومين السابقين ضربات كبيرة فاجأت المستويين الأمني والسياسي، فبعد اقل من 24 ساعة على الضربة التى تلقاها الاحتلال من المقاومين خلال اجتياحها مخيم جنين والتي نتج عنها اصابة 7 جنود بجروح متفاوتة واعطاب 5-7 أليات عسكرية، ورداً على استشهاد خمسة شبان جاءت عملية مستوطنة عيلي" الفدائية" في اليوم التالي، والتي اسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 4 آخرين.
محللون سياسيون خلال حديثهم لِـ"نبأ" أكدوا أن ما حدث خلال اليومين الماضيين هو تغيير في قواعد اللعبة، و هذه المرة في الضفة الغربية، و عملية الأمس تعتبر نقله نوعية للمقاومة وقدراتها.
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي سامر عنبتاوي: "إن تغير نهج المقاومة وطريقة التعامل من حيث التخطيط والتنظيم وانضمام الشباب لصفوف المقاتلين، هو بالفعل غيّر قواعد اللعبة واصبح جيش الاحتلال عندما يدخل إي منطقة في الضفة الغربية يواجه مقاومة على كافة المستويات والمجالات.
وأضاف عنبتاوي، بما دولة الاحتلال أنها ذهبت في المربع الأمني إلى القتل والاعتداءات اليومية والقوانين التي تؤخذ في الكنيست الإسرائيلي ضد الوجود الفلسطسني ،هذا بالتأكيد سيؤدي إلى تنامي المقاومة وتطورها ، وهذا بالفعل ما حدث في مخيم جنين منذ يومين.
وبحسب عنبتاوي، فإن الاحتلال يريد عملية واسعة في الضفة وأشبه ما تكون في اجتياح عام 2002، لكن رغم أن المقاومة كانت في ذلك الوقت أقل جاهزية مع ذلك كبّدت الاحتلال خسائر فادحة ، خاصة في مخيم جنين، واليوم بعد 21عاما أصبحت جاهزية المقاومة أعلى من تخطيط وتدريب واعداد، لذا هناك صراع ما بين القيادة السياسية "الإسرائيلية" التي تريد هذه العملية والجيش الذي يقول بأنه استنفذ كافة الوسائل بالضفة، لانهم أصبحوا يدركون مدى تطور المقاومة.
وأكد على أن الاحتلال يواجه مازق كبير، فهو لا يعي مكان وزمان ونوع العملية القادمة، و ما حصل في مخيم جنين من تفجير غير مسبوق و أدى إلى اصابات عديدة، وما تبعها في عملية عيلي، يجعل المنظومة السياسية والأمنية في حالة ارتباك أمام مواجهة تنامي هذه المقاومة.
وهناك نظرة مماثلة لما تحدث عنه عنبتاوي ،حيث علق المحلل السياسي عبد الرحمن ملالحة قائلاً: "بالرغم من كل القوة التي تستخدمها دولة الاحتلال من دمار وقتل مستمر بحق الشعب الفلسطيني إلا إنه يخرج دائما أقوى واصلب مما كان عليه قبل".
وأضاف ملالحة في حديث له مع "نبأ": "بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال خلال اجتياحه مخيم جنين منذ يومين وغيرها من الجرائم ياتي الرد دائماٌ مزلزلاٌ ويقف اسرائيل على رجل ونصف، كما حدث بالأمس بعد عملية "مستوطنة عيلي " حيث دخلت اسرائيل في حالة تأهب قصوى ،وعززت من وحداتها الاضافية وهذا يدلل على الفشل الكبير والمستمر للمنظومة الأمنية الاسرائيلية".
ويعتقد ملالحة أن الاحتلال سوف يجهز لعملية كبيرة في الضفة الغربية، ولكن جبهات المقاومة لن تسمح بذلك في ظل التنسيق الكبير بين هذه الجبهات، والتي تحاول أن تكون خلفاً وسنداً لبعضها البعض.