نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"دعوات لشنّ هجمات انتقامية متتالية"

 "محرقة ترمسعيا" .. المستوطنون الإرهابيون يعيدون مشهد حوارة مجدداً وتحذير من القادم

 رام الله – نبأ:

بمشهدٍ وحشيّ مطابقٍ لما حدث في بلدة حوارة جنوب نابلس، في شباط/ فبراير الماضي، حينما نفذ المستوطنون هجوماً على البلدة ومحيطها، أسفر عن ارتقاء شهيد وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، تكرر ذات الفعل الإرهابي من قبل مئات المستوطنين اليوم الأربعاء، في بلدة ترمسعيا شمال شرق مدينة رام الله.

بدأ الحدث في ترمسعيا، صباحاً، بهجومٍ كبير لمئات المستوطنين المسلحين بحماية جيش الاحتلال، على البلدة، حيث قَدِموا من مستوطنة "شيلو" الجاثمة على أراضي المواطنين، وخلال ذلك نفذوا محرقةً حقيقيّة في البلدة، احرقوا خلالها أكثر من 30 منزلا و60 مركبة .

ولم تقتصر محرقة المستوطنين الإرهابيين في ترمسعيا على الممتلكات، بل أعدم جنود الاحتلال الذي كانوا يحمون المستوطنين، الشاب عمر قطين، وهو أب لطفل، خلال دفاعه عن بلدته ضدّ الهجوم الوحشي وغير المسبوق للمستوطنين، فيما أصيب 12 مواطناً آخرين، خلال التصدي للهجوم، أحدهم وصفت جروحه بالخطيرة .

واستمر هجوم المستوطنين على ترمسعيا عدّة ساعات، عاشَ معها الأهالي حالةً من الرعب والخوف، وقد نجا مواطنون كُثر بأعجوبة من محاولاتٍ حقيقيّة لقتلهم، حيث استهدف المستوطنون المنازل المأهولة، ولم يقتربوا من المنازل قيد الإنشاء، ما يعني أنّهم خططوا لارتكاب مجازر في البلدة.

واستخدم المستوطنون مواد سريعة الإشتعال في إحراق المنازل، كما تعمّدوا إلقاء أعيرة نارية حية داخل المركبات والمنازل، قبل إشعال النار فيها؛ بهدف القتل وإيقاع اصابات بين المواطنين، وقد حطموا كلّ شيء كان في طريقهم بالأماكن التي وصلوا إليها في ترمسعيا.

شهود عيان ممن عايشوا الهجوم الإرهابي للمستوطنين، قالوا إن ما حدث لا يمكن وصفه بالكلمات، بعدما حوّل قطعان المستوطنين منازلهم ومركباتهم وممتلكاتهم إلى أثرٍ بعدَ عين، فيما عبّر بعضُ المتضررين من الأهالي عن غضبهم من الرئاسة والحكومة بعد اعتداءات المستوطنين، معتبرينَ أنهم لا يحمون الاهالي، متساءلين عن دور أكثر من سبعين ألف عنصر أمن في مثل هكذا هجمات .

وقالت متضررة، إنها كانت تتواجد عند طبيب في مدينة رام الله لحظة الهجوم على منزلها من قِبَل المستوطنين، مبينة أنهم حاولوا إحراق المنزل وأبناءها بداخله، مشيرةً إلى أنها وعائلتها تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 30 عاماً، وهذه أول زيارة لأبنائها لترمسعيا منذ 12 عاماً، حيثُ عاشوا أوقاتاً عصيبةً جراء إجرام المستوطنين.

ووصل رئيس الوزراء محمد اشتية، الى ترمسعيا، مساء اليوم، للوقوف على ما خلفه هجوم المستوطنين الإرهابيين، من أضرار وخسائر في ممتلكات الأهالي.

وأطلق المستوطنون دعواتٍ جديدة للإنتقام من الفلسطينيين، عبر شنّ هجماتٍ جديدة، على القرى القريبة من موقع عملية إطلاق النار أمس والتي قتل فيها 4 مستوطنين، مثل سنجل وسلواد، وكذلك قرى جنوب مدينة نابلس كحوارة وعوريف وبرقة. 

وبالفعل، شنّ نحو 200 مستوطن من مستوطنة "يتسهار"، مساء الأربعاء، هجوماً واسعاً على المنطقة الشرقية من بلدة عوريف جنوب نابلس، وألقوا مواد حارقة باتجاه المدرسة دون إلحاق أضرار بها.

وعلى إثر الهجوم، اندلعت مواجهات في المنطقة، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، لدى تصدي الأهالي لهجوم المستوطنين، وتحدثت مصادر عبرية عن إصابة 8 مستوطنين على الأقلّ.

من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن 310 اعتداءات للمستوطنين سُجلت منذ الثلاثاء في المناطق المحيطة بنابلس، مشيراً إلى أنّ تشهد مناطق شمال الضفة انتشارا واسعا للمستوطنين على الطرقات والمناطق التي تحيطها المستوطنات، محذراً من هجمات أعنف قد يقدم عليها المستوطنون.

في ذات السياق، أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو ووزير جيشه، يوآف غالانت، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أنهم اتفقوا على الدفع فورا لتخطيط بناء قرابة 1000 وحدة سكنية جديدة بالقرب من موقع عملية إطلاق النار في مستوطنة "عيلي".

يأتي ذلك بينما شرع مستوطنون، اليوم، ببناء 55 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "سلعيت" بالأغوار الشمالية.

 

 

 

 

 

وكالة الصحافة الوطنية