رنيم علوي - نبــأ:
لَم تَكن مصر بعيدة عن فلسطين وقضيتها؛ فمهما تنكّرت الاتفاقيات بزيّ الحكام، وتبدّلت الأزمان، يبقى وجود اسم "أم الدنيا" في أيِ حَدثٍ فلسطيني غير عادي، فما جرى من عملية قرب معبر العوجا على الحدود المصرية الفلسطينية ليس بالمرة الأولى، والتي ارتقى فيها الجندي المصري شهيداً بعدما خاض عدة اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال قتل فيها ثلاثة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فما هي الأبعاد السياسية وراء هذه العملية؟ وهل جاءت رداً على فشل المناورات التي يحاول الاحتلال اجراءها بالسيطرة على البلدان العربية؟
المحلل السياسي عُمر عساف، يَعتقد أن أن ما قام به الجندي المصري محمد صلاح،يشكل صفعة كبيرة لكل من تحدّث عن إمكانية وجود السلام والتطبيع بين الشارع العربي وضميره والحركة الصهيونية؛ مُشيراً أن الحكام العرب حتى لو وقّعوا الكثير من الاتفاقيات والتي مضى على البعض منها أكثر من ٤٥ عاماً، فلن يستطيعوا ممارسة كي الوعي أو غسل الدماغ الشعبي وبالتحديد الجندي المصري الذي أكد بفعله انتماءه لعروبته وعداءه للمشروع الصهيوني.
وأكد عساف لِـ " نبأ" ، أن ما قام به الشهيد محمد صلاح، جاء بدافع شخصي منه للدفاع عن الحقوق العربية؛ وأن الحق الفلسطيني هو جزء من تلك الحقوق، لافتاً إلى أن ما يجري من تهويد للمسجد الأقصى، وزيادة الاستيطان في الضفة الغربية، والقتل اليومي؛ كل تلك المؤشرات قادت الجندي المصري إلى اخراج انتماءه لأمته وقضيته العربية الأولى وهي " فلسطين" من خلال تنفيذ عملية بطولية، أدت إلى نتائج مبهجة.
واستذكر ضيف " نبأ" مونديال قطر الذي أكد ايضاً الوعي العربي اتجاه القضية الفلسطينية؛ حتى باتت الأمة العربية تنظر إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في الكيان الصهيوني، وبالتالي هذا شكّل فشلاً واضحاً للاحتلال.
ومن جهته، أكد صلاح خواجا سابقا لوكالة " نبأ" أن ما جرى اليوم على الحدود المصرية مؤشراً واضحاً على أن الأنظمة الأمنية في " إسرائيل" لن تسطيع تتحكم بالشعوب العربية إلى الأبد؛ موضحاً أن الواقع الجديد يرفض تحييد الجبهات العربية عن الصراع الفلسطيني.
ومن الجدير ذكره، أن الجندي المصري الذي نفذ العملية وقتل ثلاثة "جنود إسرائيليين" على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة تمكن من إختراق كل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية البشرية والتكنولوجيا.
وبقطعة سلاح من نوع كلاشينكوف تمكن من قتل ثلاثة جنود إسرائيليين المدججين بأكثر أنواع الأسلحة الفردية تطوراً، وأول قتليين منهم لم يردوا ولو برصاصة واحدة.
وبعد ساعات من قتل الجندي والمجندة بادر بإطلاق النار عندما قتل الجندي الثالث، واستشهد بعد إطلاق نار للمرّة الثالثة، وأصاب فيها جندي إسرائيلي رابع.