نابلس - نبأ - علا مرشود:
تشهد بلدة برقة شمالي نابلس اعتداءات متواصلة من قبل قطعان المستوطنين منذ سنوات طويلة لم يمنعها اخلاء المستوطنة الجاثمة على أراضيها عام 2005.
فرغم هذا الإخلاء الذي شمل 3 مستوطنات أخرى شمال الضفة، إلا أن هذه الاعتداءات ظلت مستمرة وظل المستوطنون يترددون على المكان ويعتدون على أهله، على مدار سنوات ارتقى أكثر من 13 شهيدًا وأصيب مئات الجرحى واعتقل آلاف الأسرى من أبناء هذه البلدة.
إلا أن وتيرة الاعتداءات هذه تزايدت منذ مقتل مستوطن على مدخل حومش نهاية 2021، حيث بدأ عدد من المستوطنين بالعودة إلى حومش، تمهيدا للسكن ولإقامة صلواتهم فوق الجبل كما يدعون.
وبعد قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عودة المستوطنين الى المستوطنات الأربعة المخلاة عام 2005 ومن ضمنها حومش التي تجثم على أراضي مواطني بلدة برقة الذين يملكون أوراق ثبوتية تثبت ملكيتهم لها منذ سنوات طويلة، زادت الاعتداءات وكثرت المخاوف.
إلا أن الخطير في الأمر ليس بناء مدرسة دينية كما يتداول عبر الإعلام فحسب ، بل يقول الناشط ضد الاستيطان في بلدة برقة سامي دغلس أن الموضوع هو عودة للاستيطان هناك بوضع اعمدة كهرباء وشق طرق وبناء دور متنقلة، أي عملية استيطان كاملة متكاملة الأركان.
ورغم انتزاع مجلس قروي برقة 3 قرارات من ما تسمى بمحكمة العدل العليا، تقضي بإعادة هذه الأراضي لأصحابها خلال عشر سنوات مضت من خلال قضايا رُفعت بأسماء شخصية إلا أن الجيش وقف في وجه هذا القرار
وحسب دغلس نص القرار حينها "يجب السماح للفلسطينيين اصحاب الاراضي في العودة لها بدون أن ينقلوا معهم اي مواد بناء" وتضمن الشق الثاني من القرار "يمنع المستوطنين من الدخول الى هذه الأراضي".
عندها تدخل الجيش وأعلنها منطقة عسكرية وخاطب محكمة العدل، قائلًا: "هذه منطقة حساسة ونخشى انتهاكات فيها بين الطرفين". تبعًا لذلك أعلنت منطقة عسكرية وعُطِّل قرار محكمة العدل العليا.
وشكل عودة حكومة اليمين "حكومة المستوطنين عمليا" التي اتخذت قرار العودة لأربع مستوطنات وليس فقط حومش التي كانت البداية في البناء منها، عودة المستوطنين بشكل رسمي.
وكان آخر هذه الاعتداءات الليلة الماضية حيث تسلل مستوطنين من موقع مستوطنة "حومش" المخلاة، وهاجموا المنازل في المنطقة الغربية من بلدة برقة، كما تضررت مركبة المواطن ماهر حجي عقب مهاجمة منزل والده محمود، واستهداف المركبة بالحجارة، قبل أن يتصدى لهم الأهالي.
وفي سياق متصل دعا الشيخ القيادي رضوان ثابت إلى تفعيل لجان الحماية والارباك الليلي لدرء اعتداءات المستوطنين وتطوير المقاومة الشعبية لتكون دائمة غير منقطعة أو موسمية.