جنين – نبـأ:
خلسةً وتحت جنح الظلام، نقل مستوطنون في ساعات الفجر الأولى اليوم، المدرسة الدينية في بؤرة "حومش" الواقعة بين نابلس وجنين، إلى مكان جديد داخل البؤرة بهدف تجاوز قرار قضائي يقضي بإزالتها لوجودها على أراضٍ فلسطينية خاصة.
وتمت الخطوة بموافقة أركان حكومة الاحتلال، وخاصة وزير الجيش يؤاف غالانت، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ما يعني إضفاء صبغة رسمية على هذا الإجراء الخطير.
ونقلت المدرسة الدينية بضع مئات الأمتار عن مكانها القديم، وتم وضع كرفانات لها بدلًا من الخيام التي كانت نصبت فيها بموقعها القديم.
وجاءت هذه الخطوة بعد شهرين من مصادقة الكنيست الإسرائيلي على إلغاء مشروع قانون "فك الارتباط" عن مناطق شمال الضفة الغربية، ما سيتيح لشرعنة البؤرة وتحويلها رسميًا إلى مستوطنة.
وقال الخبير في شؤون الإستيطان عبدالهادي حنتش لــ"نبأ" إنّ خطورة قرار نقل المدرسة الدينية يكمن في أنّه كان هناك قرار بإزالة هذه المدرسة، وهي موجودة في مكان ولها إحداثيات معينة، وللالتفاف على "القانون الإسرائيلي" تم نقلها إلى مكانٍ آخر، بحيث تتغير تلك الإحداثيات، وبالتالي تدخل المحكمة الإسرائيلية في صراعٍ جديد مع الحكومة على هذه الخطوة.
وأكد الخبير أنّ هذا الإجراء له انعكاس سلبي على الفلسطينيين، إذ أن عملية نقل المدرسة الدينية في بؤرة حومش، هي بمثابة عملية استيلاء جديد على الأراضي الفلسطينية داخل البؤرة الإستيطانية، بمعنى انّه إذا نقلت المدرسة على حدود البؤرة الاسيتطانية من الداخل فسيكون لذلك ارتدادات واسعة خارج سياج المستوطنة، وبالتالي قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية .
وشدد على أنّ مجرد نقل المدرسة الدينية هو التفاف على "القانون الإسرائيلي"، ومعنى ذلك أنّ الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، لا تأبه بأي قرار من المستوى القانوني، وفي كثيرٍ من الأحيان يكون هناك توافق بين هذين المستويين وهي ضرر الفلسطيني ومصادر مساحات شاسعة من آرضه، لكنّ هذا الإجراء الذي أقدم عليه المستوطنون فجرا يدلل على أن هناك خلافاً بينهما .
وحذّر "حنتش" من أنّ نقل المدرسة سيكون تبعات أخرى في بقية المستوطنات، بحيث سيعتبر المستوطنون هذا التحول سابقة قانونية، وسيعملون نفس الشيء في مستعمراتهم.
وتعليقاً على ما صرّح به وزير ما يسمى الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بقوله إنّ إقامة المدرسة الدينية في "حومش" هي "لحظة تاريخية مثيرة ترمز إلى الانتقال من حكومة التدمير إلى حكومة بناء وتطوير إسرائيل بأكملها"، قال "حنتش" إنّ "بن غفير" صرح بذلك لأنه يريد أن يقوم بنفس العمل في مستوطنات أخرى، إضافةً لكونه يسعى لتعاون وثيق بينه وبين قادة المستوطنين في المستوطنات.
يذكر أن المستوطنين أقاموا البؤرة الاستيطانية "حوميش" في أراض بملكية فلسطينية خاصة، قبل سنتين، بادعاء أنها كانت تتواجد فيها مستوطنة "حوميش" التي أخلتها سلطات الاحتلال في إطار خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، في العام 2005.
ونفذ المستوطنون، الأسبوع الماضي، أعمالاً في الأراضي المصادرة تمهيدا لنقل المدرسة الدينية، بدون تصريح وبشكل مخالف للقانون، ولكن بمصادقة غالانت وسموتريتش.
وكان مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي قد أعلنوا أنه ينبغي وقف الأعمال في الأراضي المصادرة، لكن المستوى السياسي الإسرائيلي رفض ذلك.