نبأ – الخليل – أنس عدنان:
في غرفته وعلى سريره الخاصّ، جلس والد الطفل الأسير سند مقبل (12 عاماً) من بلدة بيت أمر شمال الخليل، يقلب في كتبه المدرسية، بعدما اختطفته وأبعدته عنها قوات الاحتلال، ليصبح "أصغر أسير فلسطيني" في سجون الاحتلال.
يوم الأحد الموافق 30 أيار/ مايو الماضي، الساعة الثانية فجراً، اقتحمت قوة عسكرية كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلة الطفل "مقبل" في بيت أمر، بهدف اعتقاله، حيث تتهمه قوات الاحتلال بإلقاء حجارة على مركبة للمستوطنين عند مدخل مخيم العروب المجاور.
يقول محمد مقبل، والد الطفل سند لــ"نبأ"، إن نجله لحظة اقتحام قوات الاحتلال للمنزل لاعتقاله كان يتواجد عند أقاربه في مخيم العروب، فطلبوا منه أن يحضره إلى مقر جيش الاحتلال في تجمع "غوش عتصيون" الاستيطاني شمال الخليل.
وأضاف أنّه عند الساعة 6.30 صباح اليوم التالي لاقتحام المنزل، تجهز "سند"، وودّع والدته وإخوته، وتوجه به إلى مقر جيش الاحتلال بناءً على طلب استدعائه.
وهناك -يقول الأب- إنه بمجرد وصولهما رفقة أحد أخوال الطفل، أخذه الجنود منهما ووضعوه في غرفة منفصلة.
ويوضح أن ضباط المخابرات أخضعوه للتحقيق، وسألوه عن السبب الذي دفع "سند" لمهاجمة مركبة المستوطن بالحجارة، لكنّه أكد لهم انه لا يعلم شيئاً عن الحادثة.
وقال إن ضباط الاحتلال عرضوا عليه مشاهد وثقتها كاميرات المراقبة، يدعون أنها لنجله "سند" وهو يرشق مركبةً للمستوطنين بالحجارة.
وأشار الأب إلى أنه نتيجة ضغط ضباط مخابرات الاحتلال عليه خلال التحقيق، فقد الوعي، وعلى إثر ذلك، تم استدعاء أقربائه الذين حضروا وقاموا بنقله الى المستشفى، فيما أبقى الاحتلال على نجله "سند" معتقلاً.
ويقبع "سند" في سجن "عوفر" شمال غرب رام الله، وعقدت له جلسة محكمة اليوم الأربعاء، تم تأجيلها إلى يوم غدٍ الخميس.
ولفت والد الطفل إلى مستوطنين تظاهروا أمام المحكمة، وطالبوها بإيقاع أشد "عقوبة" بحقّ الطفل القاصر "سند"، مشيراً إلى أنّ صفحات الاحتلال والمستوطنين على مواقع التواصل الاجتماعيّ، تحرّض على نجله بشكل كبير.
من جهته، قال أمجد النجار مدير نادي الأسير في الخليل لـ "نبأ" إنه من المفترض ألا يبقى الطفل "سند" ذو الـ 12 عاماً، في السجن ساعة واحدة؛ نظراً لأنّه قاصر، لكنّ محاكم الاحتلال لا تعمل وفق قانون، بل وفق ما تمليه عليها مخابرات الاحتلال.
وأطلق ناشطون حملة (#انقذو_الاسير_سند_مقبل)، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإنقاذ الأسير "سند" للإفراج عنه من سجون الاحتلال، ودعوا للتفاعل معها.
وعبّر والد الطفل "سند" عن أمله في تؤتي الحملة نتائجها، ويُفرج عن نجله، ليعود إلى حضن عائلته، ويستكمل دراسته.