نابلس – نبأ:
اعتبرت الكاتبة والمحللة السياسية لمى خاطر، أنّ خسارة حركة الشبيبة في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة النجاح، أولَ استحقاق انتخابي تدفع حرك فتح ثمنه بسبب ممارستها في صندوق الاقتراع.
ورأت أن حركة فتح تدفع ثمن السياسات والنهج الخاطئ الذي تسير عليه سواء بنهج التسوية والتنسيق الأمني، ومحاربة المقاومة، والاعتقال السياسي، مشيرةً إلى أنها كانت تراهن منذ اغتيال الناشط السياسي المعارض نزار بنات على أنّ هذا لن يؤثر ، وأن الناس قد ينسون تلك الحادثة، لكن النتيجة كانت مغايرة.
وفازت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس الثلاثاء بغالبية المقاعد بانتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية في نابلس لأول مرة منذ عام 2006.
وحصلت الكتلة الإسلامية على 40 مقعدًا مقابل ٣٨ مقعدًا لحركة الشبيبة الذراع الطلابي لحركة فتح، وحصلت كتلة الشهيد أبو علي مصطفى الذراع الطلابي للجبهة الشعبية على 3 مقاعد، فيما لم تتمكن كتلة القطب الطلابي، وهي تحالف حزب الشعب والجبهة الديمقراطية وجبهة النضال الشعبي، من اجتياز نسبة الحسم.
ويعد هذا أول فوز تحققه الكتلة الإسلامية بانتخابات جامعة النجاح منذ عام 2006، وكانت اخر انتخابات شهدتها الجامعة عام 2017 وفازت فيها حركة الشبيبة ب41 مقعدا مقابل 34 مقعدا للكتلة الإسلامية.
وقالت "خاطر" في حديثٍ لـــ"نبأ" إنّ جامعة النجاح هي الأولى فلسطينيا من حيث عدد الطلاب، وتاريخيا كانت تعتبر معقلاً للكتلة الاسلامية ووجودها فيها غير عادي، إذ ان المتابع لمسيرة الكتلة منذ الثمانينات يظهر عملها داخل الجامعة -الذي ينعكس خارج الجامعة- وكأنها فصيل وطني كبير، على صعيد تخريج القيادات المميزة عسكرياً ونقابياً ووطنياً.
وأضافت أنّ أنشطة واسهامات الكتلة في الجامعة كانت متميزة، وكان الطلبة في سنوات سابقة يجددون اختيارهم للكتلة في انتخابات الجامعة نتيجة عملها المتميز.
وبيّنت أنّ التحوّل والإشكالية بدأت في الجامعة بعد عام 2007 مع اغتيال الطالب في الكتلة الاسلامية محمد رداد على يد عناصر من الأجهزة الأمنية داخل الجامعة، وهي الحادثة المفصلية التي بعدها تجرأت الأجهزة الأمنية على المساس بالكتلة بشكلٍ كبير في جامعة النجاح لدرجة ان كثيراً من عناصر الشبيبة هم من الأجهزة الأمنية ووظيفتهم في الجامعة متابعة وملاحقة أنشطة الكتلة.
وقالت إنّه بعد هذا التغييب القسري، وفي آخر عامين، بدأت الكتلة الاسلامية في الجامعة تستعيد عافيتها، وعادت الى الواجهة بمجابهة التحديات، ولمسنا عدة نشاطات نقابية لها كانت تتم في ظروف صعبة، سواء بالملاحقة من الاحتلال والسلطة، وكان التطور الخطير جداً بمشاهد سحل طلبة الكتلة داخل الحرم الجامعي، والاعتداء ايضاً على المحاضر في الجامعة د.ناصر الدين الشاعر، إضافة إلى المساس بحالة المقاومة في شمال الضفة وملاحقة المقاومين واعتقالهم، وهو ما أثرّ في وعي الطلبة.
وأشارت إلى عامل آخر كان سبباً في فوز الكتلة وخسارة الشبيبة، وهو حالة المقاومة في شمال الضفة الغربية، وهي حالة قالت إنها رفعت منسوب تفاعل الطلبة مع الحالة الوطنية، بحيث أفرزت وعياً طلابياً، خصوصاً وأن كثيراً من كوادر الكتلة الاسلامية في الجامعة كانوا مساهمين في حالة المقاومة.
وعن نسبة المشاركة في الانتخابات والتي وصلت 69.83%، قالت الكاتبة إنها نسبة كبيرة مقارنةً مع باقي الجامعات في الضفة التي شهدت انتخابات مجالس طلبة؛ لأن ازدياد نسبة المشاركة في الانتخابات يصب تلقائياً في صالح الكتلة الاسلامية.
واوضحت أنّه بالنسبة لحركة الشبيبة، فالدعاية الانتخابية لا تقتصر على الاطار الطلابي فقط، بل تتجند لذلك حركة فتح والأجهزة الأمنية، وتوظف السلطة كل شيء لجانب الشبيبة، وهذا يؤثر ويعطي إيحاء بالقوة لدى الطلبة لصالح الشبيبة، وينعكس إما بالخوف أو عدم القناعة بالمشاركة في الانتخابات، لأنه هذا الضخ الاعلامي والأمني سيخلق في النهاية فرصاً غير متكافئة، لكن في المقابل فإنّ ممارسة الترهيب والترغيب حتى يقتنع الطلبة قد ينعكس سلباً عليك كجهة متنفذة .
وشددت على أنّ ممارسات الاجهزة الامنية في شمال الضفة كانت من الاسباب التي أدت للخسارة والتراجع للشبيبة الطلابية، وهي تستند الى مساعدة الاجهزة الامنية، فالمتواجدين في المجلس من ابناء الشبيبة اعمارهم كبيرة وهم مفرغين من الاجهزة الامنية.
وقالت إنّ الطلبة لا يريدون الجامعة ثكنة امنية، بل يريدون بيئة جامعية يمارسون فيها حقوقهم ونشاطاتهم .
وبعد فوزها في الانتخابات، قالت الكتلة الإسلامية، في بيان "إنّ هذا الفوز الكبير تأكيد لانحياز شعبنا الواضح، والتفافه الرصين حول خيار المقاومة المتصاعد لدحر هذه العدو عن أرضنا وقدسنا وأقصانا.. فمبارك لكلّ مقاوم ومرابط.. هنيئا لكل كتيبة وسرية.. قبلة على جبين كل أم شهيد وأسير وجريح".
وباركت الكتلة "لكافة الكتل الطلابية المشاركة، إخوتنا في حركة الشبيبة الطلابية ورفاقنا في جبهة العمل والقطب الطلابي، وندعوهم جميعاً للاحتفال بهذا العرس الديمقراطي والعمل سوياً للمحافظة على إنجاز هذا الاستحقاق سنوياً ودون انقطاع مهما كانت الظروف".
وأكدت لجموع الطلبة أنها ماضية في تنفيذ برنامجها النقابي الذي وعدت به، جنباً إلى جنب مع كل الكتل الطلابية ومكونات الجامعة.