القدس المحتلة – نبأ:
تتجه الأنظار الى مدينة القدس المحتلة، حيث من المقرر أن ينظم المستوطنون "مسيرة الأعلام" السنوية الإستفزازية، يوم الخميس المقبل، بمشاركة وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء كنيست، فيما ستتحول المدينة إلى ثكنة عسكرية مع نشر آلاف من عناصر شرطة الاحتلال لتأمين تلك المسيرة .
وأصدرت شرطة الاحتلال بيانًا جاء فيه أن المسيرة "التقليدية" هذا العام ستقام في مسارها المعتاد، بما في ذلك عند باب العامود"، ما يعني إمكانية حدوث صدامات واحتكاكات مع المقدسيين .
والمختلف هذه المرة في تنظيم مسيرة الأعلام، أنها تأتي بعد أربعة أيام علىى انتهاء عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، استمر لخمسة أيام، وخلف 33 شهيداً، وسط تساؤلات عن إمكانية دخول المقاومة مجدداً على الخطّ لإفشال المسيرة، كما حدث في العام 2021 حينما حذّرت المقاومة الاحتلال من استمرار عدوانه على المصلين في المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح، لكنّه استمر في ذلك، لتنفذ المقاومة تهديدها بقصف القدس المحتلة بالتزامن مع مسيرة المستوطنين.
حول المسيرة الإستفزازية التني تُنظم في ذكرى ما يسمى يوم "توحيد القدس"، تحدّثت "نبأ" إلى الباحث المقدسي فخري أبودياب، والذي قال إنّه سيتم حشد عشرات الاف المستوطنين وهم يحملون أعلام دولة الاحتلال؛ لصبغ مدينة القدس المحتلة وتحديداً الجزء الشرقيّ منها (منطقة باب العامود والبلدة القديمة) بلون علم الاحتلال، لإثبات ما يسمونها "السيادة" المزعومة على القدس، التي لم ولن يستطيعوا تجسيدها على أرض الواقع.
وأضاف: "لو كان ما يدعون من شعارات (القدس الموحدة والسيادة) حقيقةً، لما احتاجوا ليوم مخصص لذلك، وفيه يتم عسكرة المدينة؛ لحماية المتطرفين المشاركين في المسيرة".
وبيّن أنه يتوقع أن يتم استفزاز المقدسيين ومن يتواجد في القدس والبلدة القديمة، وقد يتخلل ذلك الاعتداء على الأهالي والممتلكات، مشيراً إلى أن المسيرة ستكون مساء يوم الخميس، لكن في الفترة الصباحية سيتم اقتحام المسجد الأقصى من قِبَل المستوطنين.
وأشار إلى أن جماعات المستوطنين قد تحاول خلال المسيرة الاستفزازية مساء الخميس الاقتراب من أبواب المسجد الأقصى لاستفزاز المشاعر ومحاولة اقتحام الأقصى.
وقال إنّ من سيقود المسيرة وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي المتطرفيْن ايتمار بن غفير الى جانب اعضاء كنيست، وهؤلاء يحملون آيديولجية "القدس الموحدة" وهم فشلوا في تحقيق ما وعدوا به الناخب الإسرائيلي من فرض وقائع جديدة على القدس بتهويدها بشكلٍ كامل.
واعتبر "أبودياب" أنّ المسؤولين الإسرائيليين بعد الفشل في ادارة الحكومة، يضاف إليه الفشل في العدوان الاخير على غزة، فإنهم سيحاولون الاستعاضة عن ذلك باستفزاز مشاعر المقدسيين، واقتحام الاقصى، وفرض العلم "الاسرائيلي" على القدس.
ولفت إلى أنّ الشخصيات المشاركة في المسيرة الاستفزازية تعطي صبغة رسمية على المسيرة، وهي بالتالي مسيرة مدعومة من الحكومة والمؤسسة الرسمية "الاسرائيلية"، وتعطي تصريحاً للمتطرفين باقتحام الاقصى، وعليه فإن الاعتدءات على المقدسيين ستكون بحاضنة رسمية "اسرائيلية".
ودعا المقدسيين إلى افشال المسيرة والمخططات "الاسرائيلية" عبر بالتواجد والحشد في البلدة القديمة، لإيصال رسالة للاحتلال والمستوطنين، بأنّ القدس والأقصى خطّ أحمر ولا يمكن القبول بتهويدهما.
وكان يسرائيل كاتس وزير الطاقة "الإسرائيلي" وعضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن 'الكابينت"، هدد الأحد باغتيال من يحاول عرقلة "مسيرة الأعلام" .
وأكد "كاتس"، أن مسيرة الأعلام ستتم كما جرت العادة من كل عام دون تغيير، مشدداً على أن أي تنظيم يحاول المس بالمسيرة وإطلاق الصواريخ تجاه "إسرائيل" لمنعها؛ فدم جميع قادته سيكون على طاولة التصفيات.حسب زعمه