نبأ- علا مرشود
فُجع الشعب الفلسطيني صباح الأمس بالعدوان الغاشم على أهلنا في قطاع غزة، وكان نتيجة هذا الهجوم استشهاد اثني عشر شخصا واصابة اكثر من عشرين اخرين.
وكان من بين الشخصيات المستهدفة ثلاثة من قيادات المقاومة في غزة وهم طارق عز الدين وجهاد غنام وخليل البهتيني، اضافة الى استشهاد الدكتور جمال خصوان رئيس مجلس ادارة مستشفى الوفاء للتأهيل.
لم يفرق الاحتلال بين مقاوم ومدني، بين طفل رضيع ورجل كبير، أو بين النساء والأطفال وبين المقاومين في الميدان، فاستهدف الجميع بلا استثناء، تبع ذلك تفاعل كبير على السوشال ميديا كما يحدث في كل عدوان على القطاع.
فتساءل الناس عن الرد على جريمة اغتيال القيادات في غزة وقتل الاطفال والنساء، متى الرد؟ وكيف سيكون، وأين سيكون ولماذا لم ترد المقاومة حتى هذه اللحظة؟
اسئلة كثيرة جزء منها طرح من متأثرين بالحدث يبحثون عن الثأر الذي يعيد الفرح لقلوب الفلسطينيين والمسلمين وآخرين مغرضين يهدفون إلى التشكيك في المقاومة.
في هذا السياق يقول الناشط السياسي ثامر سباعنة أن إعلان الفصائل الموحدة والغرفة العسكرية المشتركة في غزة واضح جدا "هناك رد ومؤكد هناك رد، قد يكون اليوم، أو غدًا أو بعد أسبوع أو حتى بعد شهر، هناك رد"
ويضيف: " ربما الحالة التي يعيشها الاحتلال حاليا من حالة ترقب وخوف في كل الكيان الاسرائيلي المحتل هي عبارة عن جزء كبير من الرد، هذا رد الخوف".
وأشار سباعنة إلى أن كل فصائل المقاومة في غزة تدرك أن عدم الرد هو بمثابة إعطاء ضوء أخضر للاحتلال للتمادي في الدم الفلسطيني وعقب: "لكن المقاومة الفلسطينية مقاومة واعية لا تعمل بردات الفعل ولا تسيرها العواطف أو الأهواء إنما هي القادرة على تحديد مكان وزمان الرد".
وأكد سباعنة أن المطلوب من الشعب الفلسطيني الآن هو الثقة بهذه المقاومة والدعاء لهذه المقاومة وحماية ظهرها على الاقل من خلال المنشورات ومن خلال الكلمة.
ومن جهته الكاتب والباحث محمد صبحة تحدث عن حكمة المقاومة في إدارتها للجولات في السنوات الاخيرة بشكل موحد وعن تقديمها ما هو جديد في العمل المقاوم في كل جولة.
وأشار صبحة إلى مصطلح تحدثت عنه المقاومة وكتائب القسام بشكل خاص، هو انها في الطريق الى جعل سماء غزة نظيفة من الطيران الاسرائيلي وأن هذا المفهوم سيتوسع شيئا فشيئًا.
وعقب: "الان في هذه الجولة الاخيرة لم تبدأ الجولة بالمعنى الحقيقي ولكنها بدأت ادارتها بشكل حكيم وموثق، حيث استخدم فيها الصبر الرادع".
وأوضح صبحة أن هذا الردع جعل الاحتلال في حيرة من أمره لأن المقاومة لأول مرة لم تتصرف بردة فعل سريعة، ضبطت نفسها تعاملت بحكمة وبشكل موحد، الكل وقف خلف غرفة العمليات المشتركة ولم يشذ عن هذا الموقف أحد.
وينتظر الاحتلال رد المقاومة على جرائمه، ويظهر إرباكه من خلال منع التجول الذي فرضه في منطقة غلاف غزة وفي التعليم والسياحة والقطارات الأمر الذي ينبئ بحالة الخوف والترقب التي يعيشها كيان الاحتلال.