نبــأ - الضفة الغربية
شهدت الضفة الغربية في الآونة الأخيرة تغول كبير من قبل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، واستباحت دمائه، الأمر الذي يقود إلى تفاقم الأوضاع وتفجيرها ردأ على هذه السياسات القمعية والعدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال.
في هذا الإطار يقول المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي عزام ابو العدس: "إن الأمور مرشحة للتزايد والتصاعد أكبر في الضفة الغربية، بسبب الكثير من العوامل، منها المستوطنين وسلوكهم في الضفة الغربية، وعوامل الاحتقان الموجودة لدى الشارع الفلسطيني نتيجة حالة الجمود السياسي والاقتصادي.
وأضاف أبو العدس في مقابلة مع "نبأ": كما أن السياسة العدوانية التي يتعامل بها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، فإن كل عملية اغتيال تؤدي إلى مزيد من عمليات الانتقام وردود الفعل، وجنازات الشهداء هي استفتاء على نهج المقاومة واستفتاء من الناس على هذه الحالة وبالتالي تزايد التأييد الشعبي أكثر وتزايد حاضنة المقاومة أكثر.
ويتوقع أبو العدس أن تشهد الفترة القادمة تصعيداً بالضفة وحالة من المواجهة، تحديدا بين سكان مناطق (c) والقرى الفلسطينية والمستوطنين الصهاينة، بالإضافة إلى تصاعد العمليالت العسكرية ضد الضفة الغربية من جانب الاحتلال، ولاسيما بسبب الضغوطات التي يتعرض لها نتنياهو من أطراف غير حكومته، وهذه الأطراف تدعوه لتشديد القبضة الحديدية.
وبحسب أبو العدس فإن الانتفاضة قد بدأت، فخطوات ومراحل الانتفاضة الثالثة نعيشها منذ ما يقارب العام، أي أن ما يحدث هو بوادر انتفاضة، لكن يبقى انهيارالأوضاع بشكل كامل عندما تخرج الأمور عن سيطرة السلطة الفلسطينية، وهذا مرجح كلما انضم عناصر من حركة فتح و السلطة بشكل واسع إلى المقاومين في الضفة، أي أن نراه حالة شاملة لا تقتصر على جنين ونابلس بل تمدد إلى جميع أنحاء الضفة الغربية.
من جانبه علق المحلل السياسي سامر عنبتاوي قائلاً: "ان السبب وراء تصعيد الاحتلال الأوضاع في الضفة هو الهروب إلى الأمام في هذه الحكومة الفاشية المتطرفة، التي تتوازن ما بين الإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين باحتوائه على بن غفير وسموتريتش، ووضع نتنياهو بين الضغط من قبل هؤلاء المتطرفين، وبين ضغط المعارضة الداخلية، والضغط العالمي الذي أحرج حلفاء دولة الاحتلال كالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الاوربية في هذا التوجه الفاشي".
وأضاف العنبتاوي في مقابلة له مع "نبأ": كل هذه العوامل تذهب بهذه الحكومة إلى مزيد من التطرف والعنف تجاه الفلسطينين، لكن هذا لا يعني ان الحكومات السابقة كانت أقل تطرفاً ولكن هذه الحكومة مكشوفة بشكل مباشر.
وأوضح العنبتاوي، انه ارضاء لبن غفير وسموتريتش يقوم نتنياهو بتشديد القبضة الحديدية على الفلسطينيين، مما يؤدي إلى الاقتحامات اليومية ودعم المستوطنين و اقتحاماتهم للأماكن المقدسة، وعمليات الاغتيال التي أصبحت بشكل شبه يومي وعمليات هدم المنازل.
وأشار العنبتاوي إلى أنه نتيجة لهذه السياسات "الاسرائيلية" فالشعب الفلسطيني في المقابل يتمترس حول المقاومة، و رفض هذا الاحتلال.
وأضاف العنبتاوي: "دولة الاحتلال الآن تواجه مجموعات فلسطينية و شباب متحمسين و ثائرين ضد الموقف "الإسرائيلي" ، وتعاني من ثلاثة قضايا هي موضوع الزمان والمكان ونوع العمليات القادمة، فهي لا تستطيع ان تتوقع متى سوف تكون العملية القادمة ولا نوعها، وهذا ما يجعلها أكثر ارباكاً ويجعلها تقوم بعمليات الهجوم المعاكس" .
واكد العنبتاوي، على ان الاحتلال لا يفهم سوى لغة المواجهة الأمنية، فهي دائما لا تحل أي صراع في نوع من التعقد السياسي، وانما تذهب إلى المواجهة الامنية وهذا ما يجعل الامور تتفاقم بشكل كبير في الضفة.